الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447

ن النسوة: مروة بريص…حكاية مهندسة صنعت لنفسها طريقًا وسط الرجال

192
مهندسة مروه بوريص
مهندسة مروه بوريص

ليست قصة المهندسة مروة حسين بريص مجرد محطة نجاح في سجل الانتخابات البرلمانية لعام 2026، بل هي رواية صعود امرأة استثنائية قررت أن تمضي في طريقٍ كان يُقال إنه لا يُفتح إلا للرجال، طريقٌ يبدأ من رمال الصحراء ومواقع الإنتاج، وينتهي تحت قبة البرلمان… وبينهما سنوات من الاجتهاد والصبر والعمل الشاق.

فوز مروة بريص ضمن القائمة الوطنية بمحافظة الإسكندرية لم يكن حدثًا عابرًا، بل هو رسالة فخر لكل العاملين بقطاع البترول، وللسيدات العاملات فيه على وجه الخصوص. فهي ابنة هذا القطاع، وسليلة عائلة بترولية أصيلة يقودها الخبير الراحل المهندس حسين بريص، أحد أبناء شركة بترول خليج السويس، الذي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ صناعة البترول المصرية، وامتلك ٣٢ براءة اختراع في مجالات بترولية متنوعة. من هذا الإرث خرجت مروة، تحمل شغفه وقوة إرادته وإيمانه بأن المعرفة والعمل هما وحدهما طريق المجد.

  • في بداياتها، لم تنتظر مروة منصبًا أو فرصة جاهزة، بل اختارت الطريق الأصعب: المواقع والحقول في قلب الصحراء، حيث يهزم الحرّ الحديد، وحيث يتراجع كثيرون أمام مشقة العمل الميداني. هناك، وسط الخزانات والآبار والضغوط، صنعت خبرتها الأولى، وتعلمت أن القيادة ليست منصبًا بل قدرة على التحمّل واتخاذ القرار.

ومع الوقت، تحولت هذه التجارب إلى رصيد مهني ثري، دفعها للتدرج في مواقع المسؤولية حتى أسست شركتها الخاصة في مجال الخدمات البترولية، لتصبح من الرواد الوطنيين في تقديم حلول مبتكرة تدعم رؤية الدولة في تعظيم الاستفادة من الطاقات الوطنية وتقليل الاعتماد على الخارج.

ولم تتوقف عند حدود الشركات والمشروعات؛ فمروة بريص هي أمينة عام المرأة بالمركزية في حزب العدل، ورئيس مجلس إدارة الشركة المتقدمة للخدمات والاستثمارات البترولية، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العلمية للطاقة. حملت على عاتقها فكرة أن المرأة ليست مجرد إضافة، بل قوة إنتاج وقيادة إذا أُتيحت لها الفرصة. كانت صوتًا صادقًا يدافع عن تمكين المرأة العاملة في قطاع يُعرف بأنه “قطاع الرجال فقط”.

وبرؤية تجمع بين القيادة الميدانية والفكر الاستراتيجي، قدمت المهندسة مروة بريص عشرات المقترحات التطويرية لوزارات ومحافظات وجامعات، نُفذ عدد كبير منها على أرض الواقع، مما جعل اسمها حاضرًا كخبيرة وصاحبة رأي قبل أن تكون نائبة في البرلمان.

واليوم، وهي تدخل مجلس النواب، تدخل ومعها خبرة الصحراء، وصوت العمال، وإرث الابتكار الذي تركه والدها، وطموح امرأة لم تعترف يومًا بمقولة “هذا المجال لا يصلح لك”. تدخل البرلمان لتمنح مقترحاتها فرصة أن تتحول إلى مشروعات وقوانين، ولتفتح مزيدًا من الأبواب أمام سيدات القطاع ليقفن بجوار الرجال لا خلفهم.

معركة مروة بريص ليست مجرد فوز انتخابي… إنها شهادة جديدة على أن المرأة، حين تؤمن بذاتها وتعرف قيمة ما تقدمه لوطنها، تستطيع أن تحفر في الصخر وتصل إلى ما لم يصل إليه الكثيرون.

إنها قصة امرأة صنعت طريقها بعرقها، ورفعت اسم قطاع البترول، وقدمت نموذجًا يُحتذى لقيادات نسائية قادرة على تغيير المستقبل.

    #المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط