سيارة الوزير وزيارة الصباح والإقالة

دخلت تحركات الوزير إلى مقار الشركات منحًى جديدًا كان معظم العاملين في القطاع ينتظرونه منذ فترة. لم يعد وصول سيارة الوزير إلى مدخل الشركة مأمون العواقب بعد الذي حدث في شركة بدر الدين صباح أمس. لم تكن الزيارة عفوية أبدًا، ويبدو أنها جاءت نتيجة معلومات وشكاوى وصلت إلى مسامع الوزير، فقرر القيام بهذه الزيارة المفاجئة وإصراره على إتمام جزئها الثاني والأهم فجر أمس.وهو ما كتبناه ورصدناه قبل صدور الحركة بساعتين فقط .
تبدو الأحداث متسارعة إلى حدٍّ كبير، وهناك ناقوس إنذار يدق بعنف في جنبات كل الشركات، يشير إلى أن وصول سيارة الوزير لديهم أصبح له معنى مختلف، وربما تبعات لا تستطيع القيادات تحمّلها.
زيارة بدر الدين كانت فاصلة، والوزير لم يتخذ القرار بناءً على تقارير مكتوبة أو توصيات من مساعديه، بل عهد إلى نفسه التحقق بشكل صريح وواقعي من ظروف الشركة وما يعتريها من مشكلات.
https://youtu.be/ZilrJihSL9E?si=LHmreBn-fJX82IBg
رئيس الشركة الذي يظل ساكنًا بدعوى تحكم الشريك في نشاط شركته لا لزوم له ولا حاجة. وجوده الذي يتقاضى عليه أجره ومميزاته التي لا حصر لها، إنما هو نظير قدرته على الذكاء في التعامل ومواجهة التحديات مهما كانت ضخمة، وأن تكون مصالح القطاع والهيئة وشركاتها هي محط أنظاره، مع الابتعاد في سبيل ذلك عن مصالح شخصية يتم التحضير لها مبكرًا.
الحركة الأخيرة لم تكن تصحيحية بقدر ما كانت تحذيرية. فعندما تواجه شركة توقّف الاستثمار بها، وهجرة أكثر من 150 مهندسًا من كوادرها، والتعنت مع قياداتها وعدم مراعاة ظروفهم الاجتماعية والوظيفية، فماذا تنتظر أن يكون القرار؟
تكليف المهندس خالد عبدالسلام رئيسًا لشركة بدر الدين مسئولية كبيرة وحمل ثقيل، ويبدو أنه أبلى بلاءًا حسنًا في عش الملاحة، وينتظره جهد كبير وعلاقات دبلوماسية غاية في التعقيد مطلوبة في بدر الدين.
على الجميع الآن أن يحذر من وصول سيارة الوزير إلى بوابة شركته، فربما تكون لإلقاء تحية الصباح، وفي نفس الوقت يقول(مع السلامة) في جملة واحدة.