الخميس 28 أغسطس 2025 الموافق 05 ربيع الأول 1447

لجان مكافحة الفساد والمراجعة الداخلية بالشركات؟

2829
المستقبل اليوم

لا يجب أن تأخذنا أكوام الأعمال التي نواجهها يوميًا بعيدًا عن تحقيق انضباط الأداء ومراقبة أي تجاوزات من أي نوع. في عام 2018 طالبت السلطة المختصة بتشكيل لجان داخلية بالشركات تحت مسمى لجنة مكافحة الفساد تنفيذًا لتوجيهات الدولة واللجنة القومية لمكافحة الفساد. وهذه اللجان لها دور محدد في مراقبة كافة أعمال وتعاقدات الشركة، ولها أن تراقب أو تطلب أي مستندات تراها لمراجعة أعمال الشركة وكل ما يتراءى لها من أوجه المراجعة والمراقبة.

وبالتوازي مع هذه اللجان، توجد إدارة كبيرة وتاريخية في الشركات بمسمى المراجعة الداخلية، ولها تقريبًا نفس مهام لجنة مكافحة الفساد وإن كان بشكل أكثر روتينية. ويبدو ظاهرًا أن لجان مكافحة الفساد في الشركات قد تدثرت في نوم عميق، فلم يعد يُسمع لها أي نشاط أو تقارير أو حتى اجتماعات. أما إدارات المراجعة الداخلية فقد اتخذت لنفسها مساحة آمنة للعمل، رغبةً في الابتعاد عن أي مشاكل أو مواجهات مع الإدارات الأخرى، وكلتا الحالتين أدّتا إلى وجود سيولة واضحة في النظام الرقابي بالشركات، مما سمح بحدوث الكثير من التجاوزات والمشاكل.

وإذا كان إصدار قرارات بمثل هذه الأهمية ينتهي بوضعها في الأدراج ليطويها الزمن، فنحن بذلك نعيش في مرحلة من اللامبالاة وطلب المناصب لمجرد الوجاهة والمنظرة، وإذا كان مدير المراجعة الداخلية لا يعلم ماذا يحدث في شركته، فالسؤال هنا: ولماذا حبانا الله بوجوده الثمين؟

دعوتنا للسيد رئيس الهيئة بإعادة تفعيل دور هذه اللجان، وأن يكون تشكيلها مركزيًا لا يخضع لرؤساء الشركات، وذلك لإعادة الانضباط والمراقبة الجادة في الشركات، وإقالة مدير المراجعة الداخلية في أي شركة تحدث بها تجاوزات وتحقيقات، لأن وجوده يصبح هو والعدم سواء.

إجراءات هامة ننتظرها من السيد رئيس الهيئة المهندس صلاح عبدالكريم الذي يحاول جاهدًا إعادة شكل العمل وانضباطه إلى مساره الصحيح، ونرجو اتخاذها بسرعة حتى يعود جو الثقة إلى الشركات .

تقرير- المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط