سيارة رئيس الهيئة على الباب

كما أن سيارة الوزير أصبحت تجوب بين شركات البترول لأسباب كثيرة، بعضها معروف وأكثرها غير معروف، فإن سيارة رئيس الهيئة المهندس صلاح عبدالكريم هي الأخرى تجوب في خطوط متوازية مع سيارة الوزير بين مواقع وشركات غير معتادة. لم نعد نرى المهندس عبد الكريم في مكتبه كثيراً، فقد أصبح يمضي في سيارته وقتاً أكثر مما يمضيه في مكتبه. ما بين مرافقته الوزير في جولاته، إلى زياراته غير المتوقعة لشركات القطاع، وخاصة القطاع العام.
بالطبع، تُعَد شركة الإسكندرية للبترول من أكبر شركات التكرير في مصر، وخرج من عباءتها الكثير من الشركات الاستثمارية، لكنها “أم عجوز” يلزمها الرعاية والحفاظ على أوصالها سليمة بعد أن أنهكها الزمن.
شركة الإسكندرية تحديداً تعرضت لحوادث كبيرة، أغلبها نابع من تقادم وسائل الدفاع المدني بها، إضافةً إلى أعمال الصيانة الدائمة التي نتج عن بعضها أخطاء قاتلة. وقد ضحّت هذه الشركة بعدد من الشهداء سيذكرهم تاريخ البترول بأحرف من نور.
وكانت قيادة المهندسة ريهام أبو علفة لهذه الشركة نقلة نوعية للقيادة النسائية في قطاع البترول، وتحدياً كبيراً، لأن قيادة شركة الإسكندرية للبترول ليست نزهة، بل هي معمل ضخم، وآلاف العمال، وجبال من المشاكل الفنية والمالية والإدارية التي لا حصر لها.
تواجد رئيس الهيئة الآن في هذه الشركة يحمل معاني كثيرة، وربما هناك أمور ستستجد في هذه الشركة، أو مشروعات قيد التنفيذ يلزمها المتابعة والتشجيع. فصناعة التكرير أصبحت حالياً الأمل الباقي لهذا القطاع ليكون الدعامة الاقتصادية للبلاد، ولتطوير رؤية “المركز الإقليمي” بمنظور أوسع وأشمل.
زيارات الوزير ورئيس الهيئة أصبحت تحمل معاني كثيرة، وإذا وجد رؤساء الشركات تلك القيادات في مواقعهم، فعليهم أن يدركوا أن هناك شيئاً ما في الطريق إليهم.