مصر تستعد لاستقبال الغاز القبرصي في 2027 عبر بنيتها التحتية
تستعد مصر لبدء استقبال الغاز الطبيعي القبرصي اعتبارًا من عام 2027، في إطار مشروع استراتيجي لربط حقل “كرونوس” بالبنية التحتية المصرية، تمهيدًا لإعادة تصديره عبر مجمعات الإسالة في إدكو ودمياط إلى الأسواق الأوروبية التي تبحث عن بدائل آمنة ومستقرة للإمدادات.
المشروع من شأنه تعزيز موقع مصر كمركز إقليمي محوري لتداول وتجارة الطاقة، وإضافة موارد جديدة إلى الشبكة الوطنية للغاز، بما يدعم قدراتها التصديرية ويزيد من معدلات تشغيل محطات الإسالة البالغ إجمالي طاقتها نحو 12 مليون طن سنويًا. وتشير التقديرات الأولية إلى تحقيق إيرادات إضافية بمئات الملايين من الدولارات سنويًا عبر رسوم النقل والإسالة وإعادة التصدير، فضلًا عن رفع كفاءة استغلال البنية التحتية القائمة.
على الصعيد الأوروبي، يُمثل المشروع شريانًا جديدًا لأمن الطاقة، حيث يُتوقع أن تصل الكميات المصدّرة عبر مصر إلى ما بين 3 و5 مليارات متر مكعب سنويًا في مرحلته الأولى، مع إمكانية زيادتها في مراحل لاحقة، وهو ما يخفف الضغوط على الأسواق الأوروبية نتيجة تراجع الإمدادات الروسية.
وبجانب الجدوى التصديرية، يوفر المشروع لمصر مرونة أكبر في إدارة سوق الغاز المحلي عبر تعزيز الإمدادات المتاحة، خاصة في أوقات الذروة أو عند انخفاض الإنتاج المحلي، بما يسمح بتغطية احتياجات الكهرباء والصناعة والبتروكيماويات ويحد من الضغوط على الميزان التجاري للطاقة.
ويمثل ربط الغاز القبرصي بالبنية التحتية المصرية خطوة محورية لترسيخ مكانة القاهرة كمركز إقليمي لتجارة وتصدير الطاقة، مع تحقيق مكاسب مشتركة تعزز الاستقرار الاقتصادي والسياسي في منطقة شرق المتوسط.
