الإثنين 18 أغسطس 2025 الموافق 24 صفر 1447

صادرات إيثيدكو ل 35 دولة أوروبية وإفريقية تقفز لمليار و55 مليون جنيه

126
وزير البترول وهشام
وزير البترول وهشام رياض

لم يعد قطاع البتروكيماويات مجرد صناعة تكميلية، بل أصبح أحد المحركات الأساسية للاقتصاد العالمي، ومعه تبرز تجربة الشركة المصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته “إيثيدكو” كقصة نجاح وطنية تجمع بين تحقيق المستهدفات الإنتاجية، والتوسع في الأسواق العالمية، والالتزام بمعايير الاستدامة.

البتروكيماويات ركيزة للاقتصاد الوطني

وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس كريم بدوي، شدد خلال اجتماع الجمعية العامة للشركة على أن البتروكيماويات تمثل لبنة أساسية في حياة المواطن اليومية، إذ تدخل منتجاتها في صناعات لا غنى عنها مثل مواسير الغاز والمياه والصرف، التغليف والتعبئة، والعبوات البلاستيكية والمستلزمات الطبية. وأكد الوزير أن هذا القطاع يمثل قيمة استراتيجية للاقتصاد عبر زيادة الصادرات وتقليل الاعتماد على الواردات، إضافة إلى كونه رافداً رئيسياً لمدخلات الصناعات المختلفة.

أرقام أداء تعكس قوة الشركة

في هذا السياق، برزت تصريحات الكيميائي هشام رياض، رئيس مجلس إدارة الشركة، كترجمة عملية لدور إيثيدكو في دعم الاقتصاد. فقد حققت الشركة خطتها الإنتاجية بنسبة 100% خلال عام 2024، بإجمالي 314 ألف طن إيثيلين و330 ألف طن بولي إيثيلين.
وتُرجمت هذه الأرقام إلى نتائج مالية قوية، حيث بلغت المبيعات المحلية 7.9 مليار جنيه، بينما حققت الصادرات 211 مليون دولار، مع زيادة ملحوظة في المبيعات المحلية بنسبة 8%، وتوسع خارجي يشمل 35 دولة، في مقدمتها أوروبا وتركيا، فضلاً عن قفزة نوعية في صادرات أمريكا اللاتينية بنسبة 130%، بجانب التوسع التدريجي في الأسواق الإفريقية.

تنويع المنتجات وتعظيم القيمة المضافة

أوضح رياض أن الشركة لم تكتفِ بزيادة الإنتاج فحسب، بل نجحت أيضاً في تعظيم قيمة المنتجات الثانوية وتسويقها محلياً وخارجياً. ومن بين أبرز إنجازاتها تطوير منتج جديد من البولي إيثيلين لتغليف المواسير الصلبة ضد التآكل (steel pipe coating) والذي حصل على اعتماد مؤسسة SKZ الألمانية، ما يتيح إدخاله في مشروعات قومية حيوية مثل شبكات المياه والغاز والصرف.

الاستدامة كخيار استراتيجي

لم تغفل الشركة البعد البيئي، إذ أصبحت أول شركة مصرية تحصل على شهادة الإفصاح البيئي واعتماد البصمة الكربونية لمنتج البولي إيثيلين متوسط الكثافة، وهو ما يعزز قدرتها على المنافسة في أسواق عالمية تولي اهتماماً متزايداً بالمنتجات المستدامة. كما تستعد الشركة لتنفيذ محطة طاقة شمسية بقدرة 500 ك.وات دعماً لجهود التحول الطاقي وخفض الانبعاثات.

قراءة تحليلية

ما يميز تجربة إيثيدكو أنها لم تتعامل مع التحديات باعتبارها عائقاً، بل حولتها إلى فرصة للنمو والتوسع. فالشركة عززت وجودها في الأسواق التقليدية مثل أوروبا وتركيا، وفي الوقت نفسه اقتحمت أسواقاً جديدة بأمريكا اللاتينية وأفريقيا، ما يفتح آفاقاً متنوعة للصادرات المصرية.
كما أن تركيزها على التكنولوجيا والابتكار والالتزام البيئي يضعها في موقع متقدم ضمن صناعة تنافسية عالمياً، ويجعلها نموذجاً على كيفية تحويل الغاز الطبيعي الغني بالمشتقات إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية تدعم الاقتصاد القومي وتقلل من فاتورة الاستيراد.

إيثيدكو لم تعد مجرد شركة متخصصة في إنتاج الإيثيلين والبولي إيثيلين، بل أصبحت كياناً اقتصادياً واستراتيجياً يسهم في تعظيم عوائد الثروات الطبيعية المصرية، ويعزز القدرة التصديرية، ويدعم مسيرة مصر نحو اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة.




تم نسخ الرابط