صلاح وإيهاب وياسين ومحمود وأشرف ورمضان…قيادات على طاولة الأحداث
ما زالت قيادات الصف الأول بالوزارة والهيئة والشركات القابضة تمثل عاملًا حاسمًا في محور الأحداث الحاضرة والمستقبلية. فعادة ما تكون نهاية عام وبداية آخر فترة مزدحمة بالأحداث المتسارعة، سواء بإغلاق الملفات أو الاستعداد لجولة جديدة من التغيير مع قدوم عام جديد.
وتأتي هذه الفترة هذا العام أكثر سخونة، كونها تتزامن مع تغييرات سياسية في السلطتين التشريعية والتنفيذية (الحكومة)، ودائمًا ما يكون شاغلو هذه المناصب المهمة في قطاع البترول على موعد مع مثل هذه التغيرات.
صلاح عبد الكريم في المواجهة بلا شك، فهو رئيس لأكبر مؤسسات البترول وأكثرها تعقيدًا وازدحامًا بالعمل، ولها صفة تاريخية مع هذه التحولات، إذ غالبًا ما يكون شاغل هذا المنصب مرشحًا لعدد من المناصب المهمة.
ويواجه عبد الكريم تحديات كبيرة في العديد من الملفات المتعلقة بالإنتاج والتعامل مع الشركات الكبرى التي تحاول فرض حضورها وقدرتها على مجريات الأمور بعيدًا عن إطار الانضباط المتعارف عليه، إلى جانب التحديات المالية والفنية في شركات الاستثمار والتكرير والنقل والتوزيع والشركات كثيفة العمالة، والتي تمثل جميعها صداعًا حقيقيًا.
هي ملفات غاية في التعقيد والحساسية، ولا يمكن التعامل معها بعفوية أو بقرارات فوقية، وإنما ينبغي التوجه إلى جذور المشكلات وربط تداعياتها بالشخصيات المحيطة، وإجراء التغييرات اللازمة لضبط إيقاع وتيرة العمل، ووضع إطار واضح للتعامل الفني والإداري بين الهيئة وشركاتها لتلافي ما يحدث حاليًا من خروقات، وإعادة الهيبة والقوة للهيئة كأحد أكبر مؤسسات وزارة البترول.
ثم يأتي التالي على الطاولة إيهاب رجائي، وكيل الوزارة للإنتاج، كأحد أهم اللاعبين على مسرح الأحداث. وقد جاء اختياره لهذا المنصب بناءً على معايير رأت الوزارة أنها كافية لتحقيق التوازن بين مهام الوزارة والهيئة. ويبدو أن قِصر المدة المتبقية للمهندس رجائي قد أثّر بشكل كبير على مستوى تحقيق مساهمة فعّالة في فرض واقع ميداني يحتاج إلى نشاط وتدخل سريع للتنسيق بين الشركات وإيجاد طرق لانسياب التعاون بينها.
وربما تأتي المقارنة غير منصفة بين الدور الذي لعبه المرحوم مؤنس شحاتة في هذا المنصب وخلفه شريف حسب الله، حيث تميّزت فترتهم بدور فعال في حل الخلافات بين الشركات وتنسيق أدوار العمل، خاصة فيما يتعلق بأولوية الحصول على أجهزة الحفر واستقبال الإنتاج الجديد ودعم خطوات الشركات للحصول على الموافقات اللازمة لأعمالها المختلفة. ويبدو أن رجائي لم يكن مستعدًا للدخول في دائرة المشكلات المتشابكة بطبيعة شخصيته المتحفظة، وإدراكه أن ما تبقى من فترة خدمته ليس بالكثير. حاول أن يضع بصمته عبر اختيار بعض القيادات لتكون بديلاً عن تدخله المباشر، لكن تأثير هذه السياسة كان محدودًا.غير أنه من الشخصيات التي تميزت لسنوات بالشطارة والقوة ولا يمكن اختصار تاريخه في هذه الفترة المحدودة .
ولذلك يبقى السؤال الأبرز: من سيخلف رجائي في هذا المنصب المفصلي؟ خاصة أن الأحداث أثبتت ضرورة وجود شخصية ديناميكية قادرة على تحقيق التواصل والتنسيق في ظل تشابكات فنية وإدارية بالغة التعقيد بين شركات الإنتاج.
وغدًا نواصل دراسة موقف الشخصيات الأخرى على طاولة الأحداث…انتظرونا.
المستقبل البترولي