الإثنين 27 أكتوبر 2025 الموافق 05 جمادى الأولى 1447

جنوب الوادي.. بين جهود أشرف بهاء وحديث عليم..جولة في صراع البقاء

404
مهندس أشرف بهاء
مهندس أشرف بهاء

ليس من عادتنا التعليق على آراء الآخرين سلباً أو إيجاباً، فلكل رأي وجاهته واحترامه، وتعدد الآراء يُثري النقاش ويُبلور الأفكار ويُحدد الاتجاهات.

لكن حديث المهندس محمد كمال، رئيس جمعية البترول والتعدين، استرعى الانتباه، وهو من الخبراء المخضرمين الذين اتجهوا في الفترة الأخيرة إلى انتقاد بعض الأوضاع السائدة. وهو نمط جديد عليه، لكنه مفيد ويُثري الحوار بالتفاصيل والمناقشة.

كانت حلقته الأخيرة تدور حول عدم جدوى وجود شركة جنوب الوادي القابضة، وهو الأمر الذي كان محل بحث ونقاش عميق خلال السنوات الماضية. فقد كانت ظاهرة نقل نواب الشركة دون تعيين البديل إرهاصاً لزوال تلك الشركة، غير أن جهود رئيسها المهندس أشرف بهاء جاءت حثيثة، رافضة الاستسلام للأمر الواقع، إذ خاض معركة مريرة مع شركاتها للحفاظ على كيان الشركة ووجودها.

نعرف جيداً أن انخفاض الإنتاج يُصيب أي إدارة بنوع من الارتباك في مجالات اتخاذ القرار، وهو أمر طبيعي تمر به كافة شركات البترول العالمية. لكن الركون إلى تلك المعضلة والاستسلام لها يؤدي حتماً إلى سقوط الشركات بمن فيها.

وجهة نظر محمد كمال تنصب على ضرورة ترشيد الإنفاق، إذ يرى أن الشركات التابعة صغيرة الحجم والإنتاج، ولا تحتاج إلى مثل هذا النوع من الإشراف، بما تحويه من مبانٍ وموظفين وقوائم طويلة من أوجه الإنفاق.
أما رؤية أشرف بهاء فتتطلع إلى المستقبل، حتى وإن كانت الغيوم تُحيط بالحاضر، فالمستقبل بطبيعة الحال هو الأهم.

وكان تعيين نائب للاستكشاف، وهو في الوقت ذاته المسئول عن بوابة الاستكشاف والإنتاج بوزارة البترول، الدكتور محمد رضوان دفعة قوية لهذا التوجه، وإشارة واضحة إلى أن الوزير ما زال يتطلع إلى المستقبل مع أشرف بهاء.

وقد تراجعت فكرة زوال الشركة بعد عملية تدعيمها بعدد من النواب، رغم أن كرسي نائب الإنتاج ما زال شاغراً، وإن كان جاهزاً لعدد من المرشحين.
لكنها كانت إشارة من الوزارة إلى أنها تؤيد النهج الذي يسير عليه أشرف بهاء، وأنها ما زالت تنتظر الكثير من هذه الشركة.

وأهم أدوات استحضار الأمل وبناء المستقبل هو الاستكشاف والاتفاقيات الجديدة، وهو ما نجح فيه أشرف بهاء بامتياز، إذ فاز في جولة فاصلة ضد الزمن والإحباط، واستطاع أن يُبرم اتفاقيات جديدة مع شركات عالمية ما زالت تنظر إلى مناطق الجنوب بشغف.

لن نُكرر سردية العمل والجهد المبذول في تلك الشركة، فهما واضحان للجميع، وما قام به أشرف بهاء منذ توليه المنصب جهد لا يمكن إنكاره.

لكن الأهم في هذه المرحلة الفارقة هو إبراز جولات الصراع مع الزمن والرأي الداعي إلى إنهاء الحلم. فـ”جنوب الوادي” بالفعل حالة فريدة في قطاع البترول، وإن كانت تمر بحالة من التراجع، فإن جميع شركات القطاع المشترك تمر بالوضع ذاته، وتخوض صراعاً مريراً من أجل البقاء.ويكفي أن جنوب حافظت على إنتاجيتها في وقت تراجعت فيه كيانات كثيرة .

نحن مع الحلم والمستقبل، فدائماً التطلع إلى بزوغ الشمس هو أمل كل حيٍّ على هذه الأرض، ولا حياة بدون أمل.

نحن من دعاة التفاؤل بالمستقبل وأنصاره، ونؤمن أن العمل الجاد هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأحلام، ونؤيد كذلك وجهة نظر المهندس محمد كمال في ترشيد الإنفاق، فهذا مطلبنا الذي نُلح عليه في كل مناسبة.

الآمال عريضة، ومناطق مصر من الخليج إلى البحر الأحمر والصحراء الشرقية ما زالت تمثل أرض الميعاد لشركة جنوب الوادي، لتقوم من جديد وتُثبت أنها جديرة بالبقاء ومواجهة التحديات.فهل يفعلها أشرف بهاء ونائبه للاستكشاف ويحققان المفاجأة التي ينتظرها الجميع؟
الأيام وحدها هي من ستجيب عن هذا السؤال.
#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط