بتروسبورت..رحلة شركة من الخسائر إلى الأرباح

على مدار سنوات طويلة، عانت شركة بتروسبورت وهي الذراع الرياضي والخدمي لقطاع البترول، من تحديات مالية متراكمة انعكست في صورة خسائر متواصلة، جعلت من تحقيق الربحية حلمًا بعيد المنال. فقد ارتبط اسم الشركة لوقت ليس بالقصير بعجز في الموازنات وصعوبات في إدارة الموارد، رغم امتلاكها لمقومات كبيرة كان يمكن أن تجعلها في صدارة الكيانات الرياضية والخدمية.
لكن مع منتصف عام 2025، طوت الشركة صفحة الخسائر لتفتح بابًا جديدًا من النجاح؛ إذ أعلنت لأول مرة في تاريخها عن تحقيق صافي ربح قدره 51 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام، مقارنة بخسائر بلغت 19 مليون جنيه في نفس الفترة من العام الماضي، مقارنة بأعوام كثيرة كان العاملون يقفون لأنهم لم يجدو رواتب لهم ولا عقد للجمعية العمومية .
هذا التحول الكبير لم يأتِ بمحض الصدفة، بل كان ثمرة رؤية إصلاحية شاملة تبناها اللواء أيمن فاروق، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة، وبدعم من وزارة البترول والهيئة، الذي وضع منذ توليه المسؤولية خطة دقيقة لإعادة هيكلة الإنفاق وتعظيم الاستفادة من موارد الشركة. تضمنت هذه الخطة تطوير البنية التحتية، تحديث المظهر العام للمنشآت الرياضية، وتنويع الأنشطة والخدمات بما يحقق عوائد مالية ثابتة ومستدامة.
ومع تفعيل هذه السياسات، بدأت ملامح النجاح تظهر بوضوح، حيث تمكنت بتروسبورت من:
•توقيع عقود لاستغلال الاستاد بالتعاون مع أندية الدوري الممتاز، مما وفر دخلًا منتظمًا ودعمًا للعلامة التجارية.
•تنفيذ أعمال تطوير شاملة شملت تجديد ملاعب الاستاد بالنجيل الطبيعي وتحسين مرافق المدينة الرياضية لتواكب أعلى المعايير.
•إطلاق مبادرات مجتمعية مثل رعاية ذوي الهمم وإعفائهم من رسوم الاشتراك بالأكاديميات والصالات، ما عزز دور الشركة في خدمة المجتمع.
•تحقيق نتائج رياضية متميزة في دوري قطاع البترول، وهو ما يعكس تطور الأداء الرياضي للكوادر الداخلية.
لقد أثبتت التجربة أن القيادة الواعية قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، وأن الإدارة الرشيدة يمكن أن تنقل كيانًا عانى من الخسائر لسنوات طويلة إلى مصاف الشركات الرابحة. واليوم، تمثل بتروسبورت قصة نجاح جديدة في قطاع البترول، وقاعدة انطلاق نحو مستقبل أكثر استقرارًا وربحية، يجمع بين الرياضة والخدمات والمسؤولية المجتمعية.