صباح الخير يا هيئة البترول

صباح الخير على البيت الكبير.. بيت القطاع العتيق. صباح الخير على القلب النابض والعقل الراشد.
هيئة تحمل على أكتافها العمل والأمل. ينام أبناؤها وهم مطمئنون أن هناك من هو ساهر على مصالحهم وأرزاقهم.كل شمس تطلع على هذا المبنى العتيق تبزغ فيه حياة جديدة. هو المبنى الوحيد بقطاع البترول، من دخله كان آمناً. تعلم أنك ستجد من يرحب بك ويهدئ من روعك، ويسمعك جيداً، ويودعك بابتسامة مثلما استقبلك.
أثبتت الهيئة أنها الدرع الأخير في مواجهة الفساد والفاسدين، وجهة الترويض والتأديب لمن لا يدرك معنى الالتزام والانضباط.ويظل منصب رئيس الهيئة منذ عشرات السنوات هو رمانة الميزان لهذا الصرح الهائل، يؤثر فيه بلا شك ويوجه خطواته بناءً على استراتيجية واضحة.
كانت قرارات الهيئة في الفترة الأخيرة تعبر عن الشكل النقدي اللاذع لرئيسها تجاه هواة النوم في العسل، وعن بصيرته في مغزى سير الأحداث، مع وجود تغيير جذري في شكل الإدارة، وكان الحسم السريع هو الصفة الغالبة في اتخاذ القرار. هذا الحسم أعاد للعاملين ثقتهم في قوتها، وفي تغليب الصالح العام على أي اعتبارات أخرى .
لقد علمنا أن الجمعيات العمومية لم تعد نزهة كما اعتادت، وعلى الرغم من حالة التكتم الشديد على مثل هذه الاجتماعات، عملاً بمبدأ “داري على شمعتك تقيد”، اللهم لا حسد، لكننا ما زلنا في انتظار أن نرى قرارات سحب الثقة من كل مجلس إدارة متخاذل لم يحقق أهدافه، وكل همه هو انتظار مكافأة نتائج الأعمال لأنه على ثقة بأنه لن يقابل تغييراً أو محاسبة حاسمة.
نريد ثوباً جديداً لهذا المبنى العريق يعيد إليه بريقه، ولن يعيده سوى ازدهار الإنتاج.
ونتجه إلى نيابة الإنتاج متسائلين: أين إنجازاتكم وأخباركم السعيدة؟ ولماذا هذا الصمت المطبق؟
ثوب الهيئة الجديد تشارك فيه نيابة الرقابة بدورها الفاعل في تحقيق الانضباط المالي والإجرائي في شركاتها المختلفة. وتشارك فيه النيابة الإدارية بإعادة تفعيل إجراءات الترشيد، وإصدار الضوابط في العديد من المجالات التي أصبحت نزيفاً كبيراً في جسد الهيئة، وخاصة “هوجة السيارات” في بعض الشركات، وفك ارتباطها بنظرية “سيارة لكل مدير” التي لا يعرف أحد من صاحبها ومن اعتمدها، وكذلك استهلاك الكهرباء في المقار الرئيسية بلا حساب ولا رقيب، وكثير من مجالات النزيف المستتر من بدلات ومكافآت.
ثوب الهيئة الجديد تشارك فيه نيابة الشؤون المالية والاقتصادية في كثير من مناهج العمل وضبط وتيرة حياة العاملين والشركات، ولعلها تلقي نظرة اهتمام على مشاكل المتقاعدين أيضاً.
كما تشارك فيه نيابتا الاستكشاف والاتفاقيات بنفض الخمول، وإلقاء نظرة واسعة على أنشطة العالم الخارجي والشركات الكبرى، والاستفادة من العلوم الحديثة في مجالهما.
وثوبها الجديد تشارك فيه نيابة التخطيط والمشروعات، وهي المكوك المختفي، وبدونها لا يُحاك ثوب.وثوب الهيئة تؤمّنه وتحافظ عليه إدارة الأمن والقائمون عليها، وهم الحافظون على مصالحها والساهرون ضد أي محاولات للإخلال بالنظام والانضباط من طيور الظلام وأصحاب الفتن والشائعات ومراهقي البوابات الإلكترونية.
الهيئة صرح كبير، وتاريخ طويل، وعمر مديد، وذكريات لا تنتهي، وشخصيات محفورة بأحرف من نور، وآمال وأحلام شعب كامل متعلق بها.دمتِ يا هيئتنا العزيزة، ودائماً صباح الخير عليكِ وعلى أبنائك.