ن النسوة: سارة زعلوك..هل حققت المعادلة داخل صان مصر؟

ليست كل الأسماء التي تمر في قطاع البترول مجرد قيادات أو درجات وظيفية، فهناك وجوه صنعت فرقًا حقيقيًا في حياة من عملوا معها، ومن بين هؤلاء تبرز السيدة سارة زعلوك، مساعد رئيس شركة صان مصر للموارد البشرية، كقيادة إدارية آمنت بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية لأي مؤسسة، وأن الإدارة ليست إجراءات جامدة بقدر ما هي عدالة وروح وقيم.
منذ بداياتها في شركة القنطرة والمنصورة للبترول عام 2001 وحتى عام 2017، وضعت زعلوك بصمتها كمدير عام للموارد البشرية، حين صاغت منظومة إدارية ترتكز على العدالة التنظيمية، وتهدف إلى رفع الروح المعنوية للعاملين، باعتبار أن الإنتاج لا يتحقق إلا بإنسان آمن بعدالة مكانه..رؤيتها لم تأت من فراغ، بل كانت نتاج دراسة عميقة تُوجت بحصولها على درجة الماجستير عام 2014، برسالة عنوانها: “أثر توافر جدارات مسئولي الموارد البشرية على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة”.
وعندما انتقلت إلى شركة شمال سيناء للبترول (2017 – 2020) ثم إلى بتروسبورت (2020 – 2023)، حملت معها نفس القناعة: أن دور المسئول هو أن يترك أثرًا إيجابيًا حيثما حلّ. في تلك المؤسسات لم تكن مجرد مدير عام للشئون الإدارية، بل كانت بانية أنظمة، أطلقت منظومة علاجية عادلة شملت جميع العاملين، ووضعت قواعد إدخارية وتنظيمية تحقق العدالة الوظيفية وتمنح الموظف شعورًا بالإنصاف والانتماء.
ولم يكن من قبيل المصادفة أن تُسند إليها مسئولية إعادة هيكلة الموارد البشرية بشركة صان مصر، المؤسسة العملاقة التي تمثل إحدى ركائز قطاع البترول. هناك عملت على بناء منظومة حديثة تزاوج بين الكفاءة والفعالية: الاستخدام الأمثل للعناصر البشرية، وتطوير مهاراتهم، وإعداد صف ثانٍ قادر على تحمل المسئولية. كان هدفها أن يتحول العمل الإداري من روتين إلى مؤسسة نابضة بالحياة، تحفّز العامل وتكافئه بناءً على أدائه الفعلي، وتضمن بيئة عمل إيجابية تسع الجميع.
اللافت أن سارة زعلوك صنعت حالة من الانسجام بين إدارات الشركة المختلفة والإدارة العامة للموارد البشرية، انعكست في صورة مناخ إيجابي، قوامه التعاون والثقة والشفافية. وهي بذلك جسدت معادلة نادرة: أن تكون المرأة قيادة حازمة، وفي الوقت ذاته إنسانًا قريبًا من الناس.
سارة زعلوك ليست مجرد واحدة من الـ %30 سيدات اللواتي يمثلن جزءًا من قوام قطاع البترول؛ إنها نموذج للمرأة القيادية التي استطاعت أن توفق بين أنوثتها وصلابتها الإدارية، بين دفء الإنسان وحسم القرار. ومن هنا تستحق بجدارة أن نطلق عليها لقب: “قيادة إدارية”… بكل فخر واعتزاز.
شخصيات كتبتها: دينا الأفندي