الجمعة 22 أغسطس 2025 الموافق 28 صفر 1447

شخصيات: إبراهيم مكي..رجل القيمة المضافة في قطاع البترول

666
المستقبل اليوم

أحياناً، لا يُقاس أثر القيادات بما يقولونه أو يعلنونه على وسائل الإعلام، بل بما يتركونه من بصمات هادئة في مسيرة عملهم، وما ينجزوه من قيمة مضافة تدوم عبر الزمن، هذا ما يجعلني أكتب اليوم عن المهندس إبراهيم مكي، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للبتروكيماويات (إيكم)، الذي اختار أن يقود في صمت، ويُنجز دون في هدوء ، ويترك أفعاله تتحدث عنه قبل كلماته.

في قطاع البتروكيماويات، حيث التحديات بين تقلبات الأسواق العالمية وضغوط توفير الغاز والتحولات الاقتصادية، برز إبراهيم مكي بصفاته الإنسانية قبل القيادية، هو رجلٌ يعرفه زملاؤه بأنه مهذب وخلوق، يحترم الجميع ويستمع بإنصات قبل أن يُصدر قراره، لم يكن يوماً صوته العالي وسيلة للإدارة، بل اعتمد على المتابعة الدقيقة، وبث الثقة في العاملين معه ، وتشجيعهم على المشاركة، ولهذا فقد صنع بيئة عمل مختلفة داخل “إيكم”، بيئة تُشبه البيت الكبير ، يسودها الاحترام وتثمر إنجازاً حتى في أصعب الأوقات.

لكن قيمة إبراهيم مكي الحقيقية تكمن في رؤيته، فهو لم يتعامل مع البتروكيماويات باعتبارها مجرد صناعة لإنتاج مواد خام، بل كمدخل لتحويل الثروات البترولية والغازية إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية أعلى، تفتح لمصر أبواباً جديدة للتصدير وتُغنيها عن الاستيراد، ويكفي أن نذكر بعض خطواته: مشروع مجمع مشتقات الإيثانول في السخنة، التوسع في إنتاج البولي بروبلين والبولي إيثيلين، إطلاق تكنولوجيا الأخشاب كخيار بديل ومستدام، ودعم المشروعات الصغيرة المرتبطة بالبتروكيماويات لتوليد فرص عمل محلية، وكلها مشروعات تحمل رؤية بعيدة المدى، لا مجرد مشروعات عابرة.

لم يتوقف إبراهيم مكي عند المشروعات، بل أعاد صياغة مفهوم الإدارة في داخل الشركة القابضة، فأدخل التحول الرقمي، ورفع كفاءة التشغيل بسياسات واضحة، وأعطى اهتماماً حقيقياً بتأهيل الكوادر البشرية عبر برامج تدريبية مع جهات دولية مرموقة، والأكثر من ذلك، أنه فتح أبواب التعاون مع شركاء عالميين، جالباً لمصر التكنولوجيا والاستثمارات، ومانحاً للقطاع مكانة مؤثرة في صناعة بتروكيماويات إقليمية شديدة التنافسية.

ما يلفت النظر أكثر هو أن المهندس إبراهيم مكي لم يغفل البُعد الأخضر، في زمن يتغير فيه العالم بسرعة نحو الاقتصاد المستدام، دمج الاستدامة والاعتبارات البيئية في كل خطوة، ليواكب مصر مع التحولات العالمية ويجعلها طرفاً فاعلاً في معادلة الطاقة الجديدة.

لهذا كله، أرى أن إبراهيم مكي ليس مجرد رئيس شركة، بل نموذج للقائد الهادئ الذي يصنع فارق كبير لكن بصمت، قائد جمع بين الإنسانية في التعامل، والاستراتيجية في الإنجاز، صنع إنجازات قد لا يتحدث عنها كثيراً، لكنها راسخة في حاضر ومستقبل هذا القطاع.

باختصار، إبراهيم مكي أحد الذين يُثبتون أن الإدارة ليست شعارات ولا صوت عالي، بل بصيرة وإصرار وصدق في العمل، ومن يعرفه، يعرف أنه بالفعل يحاول أن يصنع للقطاع كله قيمة مضافة ستبقى شاهدة على عهده.




تم نسخ الرابط