الثلاثاء 19 أغسطس 2025 الموافق 25 صفر 1447

سعيد عبد المنعم والمهمة شبه المستحيلة (تقرير)

811
المستقبل اليوم

لم تكن شركة (ثروة) في يومٍ ما من شركات الترضية أو الإبعاد، ولم يكن سعيد عبد المنعم هو من يتم إزاحته ليتولى من هو أكفأ منه رئاسة شركة خالدة، لأن هذا المنطق خاطئ تمامًا. وإنما حقيقة الأمر هي إعادة توزيع أدوار قد يستمر لشهور قليلة وقد يمتد، ولكن الواقع وقراءة الأحداث تنبئ بأن هذه الأدوار مؤقتة بالفعل.

وبغض النظر عن هذه التصورات، فإن وجود سعيد عبد المنعم على رأس شركة ثروة يجب أن يكون فارقًا حتى على المستوى القريب. فلا يمكن أن تنحسر الآمال العريضة التي أنشئت عليها هذه الشركة لتكون مالكًا أو شريكًا في حقل أو اثنين ينتجان بضع مئات من البراميل – منحهم إياها المهندس شريف إسماعيل – وربما تصل تكلفتهم إلى أكثر من قيمتهم، إضافة إلى صداع وظيفي لا ينتهي.

لا يمكن أن تضيع من القطاع الفرصة الذهبية في هذه الشركة مثلما ضاعت في شركة تنمية وإبسكو وصيانكو. فالقطاع لا يتحمل فقدان تلك الفرص الذهبية واحدة تلو الأخرى.

سعيد عبد المنعم، بما يملكه من خبرة عميقة اكتسبها عبر سنوات عمره في العديد من الشركات، يجب عليه أن يفتح ملف الاستثمار الجاد لهذه الشركة، وأن يعيد ترتيب محفظتها بشكل جيد. عليه أن يتخارج من شركات ومناطق يملكها لأنها بالفعل مضيعة للوقت، وأن يجد الفرص المناسبة للتخلص من أعباء لا عائد منها. كما يجب أن يكون له دور في الاستثمار الخارجي إذا ضاقت به الفرص في مصر.

كل حصصه في الشركات الحالية يمكن أن تؤول للشركة العامة، لأنها الوحيدة القادرة على إدارة مثل هذه النماذج العتيقة من الشركات. ويجب أن تكون محفظة “ثروة” هي ثروة بالفعل، بها من المال ما يكفي للدخول في الجديد والمتطور ومشاركة الكبار.

عليه أن يدخل في مجال الطاقة المتجددة مع الخبرة الصينية وبناء مصنع لألواح الطاقة الجديدة، خاصة في مناطق شرق بورسعيد الواعدة. كما يجب أن يدخل في الاستثمار الخارجي في نشاط الغاز بمناطق غرب إفريقيا، وأن يتجه إلى حقول النفط في جنوب السودان الواعدة.

البترول هو نشاط وحركة ومغامرة وتغيير في المحفظة الاستثمارية من وقت لآخر وتحقيق مكاسب. أما ما يحدث حاليًا فهو نوع من الأداء الوظيفي لا علاقة له بشكل ومضمون صناعة البترول.

على سعيد عبد المنعم أن يصنع شيئًا، وأن يحدث تغييرًا، وأن يتخلص من كل ما يثقل كاهل شركته، وأن يعبر بخطواته قناة الركود والاستكانة الحالية، وإلا فلن يكون هناك خيار سوى أن ننتظر تغييرًا آخر.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط