الخميس 03 يوليو 2025 الموافق 08 محرم 1447

فاجعة خليج السويس..نحن فى انتظار التحقيقات (تقرير)

1323
المستقبل اليوم

هكذا وصفتها وكالات الأنباء العالمية…ليلة عصيبة مرت على قطاع البترول والعاملين فيه ، بدايةً من الوزير ورئيس الهيئة والقيادات والعاملين، حين انضمت إلى كتيبة شهدائه البررة أربعة أرواح من أبنائه المخلصين، لقوا ربهم في عرض البحر، وهم يسعون إلى رزقهم الحلال.
العديد لا يزال في عداد المفقودين حتى هذه اللحظة، إثر الحادث المروّع لانقلاب بارجة الحفر “إديس 12”، والذي وقع في تمام الساعة الثامنة من مساء أمس (الثلاثاء) أثناء عملية قطرها وتحريكها إلى موقع آخر بمياه خليج السويس، في حقل الأشرفي التابع لشركة خليج شقير للزيت (أوسوكو)، وكان على متنها 31 عاملًا ومهندسًا.

كان “المستقبل البترولي” أول من انفرد بنشر هذا النبأ الحزين، في تمام الساعة التاسعة ودقيقتين مساءً، وتابعناه لحظة بلحظة من خلال مراسلينا المتواجدين في موقع الحادث حتى الساعات الأولى من فجر اليوم.

واكبنا تطورات الموقف، بدءًا من وصول وزير البترول ورئيس هيئة البترول، إلى موقع الحادث، ثم انضم إليهم على الفور محافظ البحر الأحمر، وزاروا المصابين في المستشفى، في لفتة إنسانية كانت محل تقدير واسع.

تابعنا عن قرب تفعيل خطة الطوارئ الخاصة بقطاع البترول، وكذلك جهود مركز إدارة الطوارئ والأزمات بمحافظة البحر الأحمر، إلى جانب مشاركة القوات البحرية في عمليات البحث والإنقاذ.
كما كنا على اتصال مباشر مع قوارب الإنقاذ التي انطلقت فورًا إلى موقع الحادث، إلى جانب المروحيات التي أقلعت من مطار رأس شقير التابع لشركة جابكو ضمن جهود مضنية للبحث عن المفقودين وسط مياه البحر الداكنة.

إنه حادث أليم أصاب قطاع البترول كله بصدمة موجعة؛ زملاءٌ فقدوا حياتهم في ميادين الشرف والعمل، وقلوب زملائهم تعتصر قلقًا وألمًا على من لا يزالون في عداد المفقودين، يحدوهم الأمل في العثور عليهم أحياء، ولو بعد حين.

الحديث عن أسباب الحادث لا يزال مبكرًا، وتحديد المسؤوليات له توقيته وإجراءاته، ما يهم الآن هو إنقاذ الأرواح، وشفاء المصابين، ومواساة أسر الشهداء ودعمهم بكل قوة.

الجهات الفنية المتخصصة أشارت إلى أن حادثًا بهذا الحجم لم تشهده مصر منذ أكثر من أربعين عامًا، وهو ما يستدعي فتح ملف شامل لمراجعة حالة المعدات العاملة في مصر، وتدقيق شهادات الصلاحية الفنية، وتقييم إجراءات السلامة وكفاءة أنظمة التأمين في جميع المواقع.

إنه ملف ثقيل، متخم بالتفاصيل، ومليء بالمناورات، لكنه لن يكون أبدًا بأثقل من تلك الليلة الكئيبة التي عشناها جميعًا بالأمس.

خالص العزاء لأسر الضحايا، ودعواتنا الصادقة بالشفاء العاجل للمصابين.وندعو كل شركات القطاع لتأجيل جميع المناسبات الاجتماعية احترامًا لدماء الشهداء ومشاعر ذويهم، والمشاركة الفاعلة في التخفيف عن أسرهم ودعمهم ماديًا ومعنويًا.

ونحن في انتظار الإعلان الرسمي عن نتائج التحقيقات وأسباب الحادث… ولكل حادث حديث.

المستقبل البترولي

 




تم نسخ الرابط