بوابة مصر للإستكشاف.. تفتح آفاقاً جديدة نحو استثمارات بترولية واعدة

في زمن تتسابق فيه الدول على تأمين احتياجاتها من الطاقة، كانت مصر –كعادتها– تسبق بخطى محسوبة نحو عمق الصحراء وسواحل المتوسط، باحثة عن ثرواتها الكامنة تحت الرمال والمياه، مستندة إلى رؤية واضحة وجهد لا يعرف التوقف.
ففي لحظة امتزج فيها العلم بالتخطيط، والرؤية بالعمل، أُسدلت وزارة البترول الستار عن فصل جديد في رحلة الاستكشاف، بإعلان الهيئة المصرية العامة للبترول الانتهاء من تقييم العروض الخاصة بسبع مناطق استكشافية وإنتاجية جديدة، طُرحت عبر بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج ، هذه المناطق لم تكن مجرد مساحات على الخريطة، بل هي وعد باستثمارات جديدة، وأمل في آبار تحمل في أعماقها ذهبًا أسود يروي احتياجات وطن ويغذي مسيرة تنميته.

خريطة جديدة من الآبار والشراكات :-
في هذه المرحلة، تم توقيع اتفاقيات تتضمن التزامًا بحفر 17 بئرًا استكشافية كحد أدنى، توزعت كالتالي:
•كايرون تتجه نحو شمال سترا وشرق سيدي براني، بعزم على حفر 4 آبار ترسم بها بداية جديدة للاستكشاف.
•أباتشي تعود إلى غرب كنايس K في الصحراء الغربية، ضمن اتفاقية مدمجة لدعم التنمية والإنتاج.
•فاروس الفيوم تخوض تحدي الاستكشاف في جنوب أبو سنان، بثقة وحفر 3 آبار جديدة.
•IPR تمد أدواتها نحو جنوب وادي الريان، بثلاث آبار استكشافية تحمل معها الأمل في كشف جديد.
•التحالف بين NPC وGHP يتسلم زمام التطوير في قطاعي G وHNW من الحقول المتقادمة، مع خطط لحفر 7 آبار تنموية واستكشافية، هدفها إحياء القديم وزيادة العائد.
لكن الحكاية لا تنتهي هنا، فالأنظار تتجه صوب البحر المتوسط، حيث تتهيأ أربع مناطق جديدة لدخول ساحة الاستكشاف، ضمن مزايدة أطلقتها الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، بقيادة المهندس ياسين محمد، الذي أدار هذا الملف بحكمة ومهنية، واضعًا نصب عينيه الشفافية والعائد الأفضل للدولة.

المستقبل عبر بوابة الاستكشاف:-
لم تكتف وزارة البترول بهذه الخطوة، بل فتحت المجال أمام مزيد من الفرص الاستثمارية عبر بوابة EUG، التي تضم في جنباتها حقولًا بحرية غير منمّاة بالمتوسط، ومناطق واعدة في الصحراء الغربية وخليج السويس. ومن المنتظر أن يُغلق باب التزايد على تلك الفرص في 2 يوليو 2025، على أن تُعلن النتائج فور اكتمال التقييم.
جنوب وادي السهل.. موطئ قدم جديد:-
وفي عمق الصحراء الشرقية، وقّع المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، اتفاقية التزام جديدة مع شركة لوك أويل الروسية، للبحث عن البترول واستغلاله بمنطقة جنوب وادي السهل. وتشمل الاتفاقية تنفيذ مسح سيزمي ثلاثي الأبعاد وحفر 6 آبار استكشافية، في منطقة واعدة، لا تبعد كثيرًا عن محطات المعالجة وخطوط الإنتاج، مما يجعل تكاليف التنمية أقل وإمكانية النجاح أكبر.

هذه الاتفاقية تأتي في إطار توسع الشركة الروسية في السوق المصري، بعد أن فازت أيضًا بمنطقة وادي السهل ضمن مزايدة الحقول المتقادمة، واستمرار أعمالها في منطقة غرب عش الملاحة، وشراكتها المثمرة مع شركة إيني في منطقة مليحة.
جنوب الصحراء الغربية.. مشروع إقليمي بامتياز:-
وفي ضوء التعاون المصري السعودي المتنامي، وقّعت شركة جنوب الوادي القابضة للبترول اتفاقية جديدة مع شركة Ardiseis Egypt Branch، لتنفيذ مشروع مسح سيزمي إقليمي في جنوب الصحراء الغربية، باستخدام تقنية النودز الأرضية.
يمتد المشروع على مساحة 103 آلاف كيلومتر مربع، ليشمل الحوض الترسيبي غرب أسيوط والحوض الترسيبي الداخلة، بطول خطوط يصل إلى 5233 كيلومترًا، فيما يُعد نقلة نوعية في استكشاف مناطق لم تُطرق من قبل.

ولم يكن هذا الإنجاز ليُكتب له التحقق لولا الجهود المضنية التي بذلها رجال البترول خلف الكواليس:
•المهندس صلاح عبدالكريم رئيس الهيئة العامة للبترول ، في دفع الأمر صوب التحقيق.
•المهندس ياسين محمد، رئيس “إيجاس”، الذي قدم جهدًا مشهودًا في إنجاح مزايدة المتوسط.
•الدكتور سمير رسلان، وكيل الوزارة للاتفاقيات والاستكشاف، الذي تابع عن كثب إجراءات التقييم والتوقيع.
•الدكتور محمد رضوان، نائب رئيس شركة جنوب الوادي ومدير بوابة EUG، الذي كان حاضرًا في كل خطوة، مسرّعًا وتيرة العمل حتى تم التوقيع وفقًا للبرنامج الزمني المحدد.
البترول قصة وطن لا تتوقف:-
وهكذا، تستمر وزارة البترول في رسم ملامح مستقبل أكثر أمنًا في مجال الطاقة، تدفعها رؤية طموحة تقوم على تعظيم العوائد، وتحقيق أقصى استفادة من ثروات البلاد، وجذب رؤوس الأموال العالمية، كل ذلك من أجل مواطن ينتظر منتجات الطاقة بجودة أفضل وتكلفة أقل.
إنها قصة وطن لا ينضب عطاؤه، ما دامت الإرادة متقدة والعقول مُبدعة والسواعد لا تعرف الكلل.