السبت 07 يونيو 2025 الموافق 11 ذو الحجة 1446

عذراً لرؤوساء الشركات: التهنئة مهانة لكم وفضيحة على الملأ.

19719
المستقبل اليوم

في مشهد صادم ومثير للجدل داخل قطاع البترول، واجه عدد من رؤساء شركات البترول إهانة معنوية ومهنية بالغة، تمثلت في تأخير ترقياتهم إلى منصب مساعد رئيس شركة، في الوقت الذي جرى فيه ترقية آخرين – اقل سناً وخبرة ، بل وإمعاناً فى الإهانة أن تجد رؤوساء شركات كبرى يتم انتدابهم على درجة مساعد.

وجدت من الإهانة هو إرسال تهنئة لهم أو أن أكتب خبراً معلناً فيه "ترقية رئيس شركة كذا لدرجة مساعد ".

لقد تعودنا أن تعتمد الترقيات في قطاع حساس كالبترول على أسس يجب أن تجمع بين الكفاءة والخبرة والإنجازات الفعلية على أرض الواقع. ورغم تطابق ذلك بشكل كبير على كل وليس جزء من أصابتهم الترقية ، إلا المعايير مع رؤوساء الشركات خيبت الظنون .
بل لا أبالغ إذا قولت ، أن ما حدث انحراف خطير بحقهم، هذا بخلاف تجاهل أسماء بارزة لرؤساء شركات مشهود لهم بالكفاءة وسجل حافل من النجاحات، دون تقديم مبررات واضحة لهذا التجميد.

هذا التصرف تم تفسيره من قبل كثيرين داخل القطاع على أنه نوع من المجاملة أو الاعتبارات غير المهنية، وهو ما يضرب مبدأ تكافؤ الفرص في مقتل.وإن كنت متفقاً ، بل أزيدك من الشعر بيتاً : أن تجاهل رؤوساء الشركات أمر غاية فى الألم .

لا شك أن النتائج لم تكن معنوية فقط، بل ستنعكس بشكل مباشر على الأداء العام داخل الشركات. إذ شعر عدد من رؤساء الشركات بالإهانة الشخصية وفقدان الثقة. فكيف يُعقل أن يُعاقب أصحاب الأداء المتميز والسن الكبير بالإقصاء أو التأخير، في حين يُكافأ من هم أقل منهم؟

وهذا لا يمسّ فقط الأشخاص المعنيين، بل يبعث برسالة سلبية إلى القيادات المتوسطة والصاعدة مفادها: “الاجتهاد وحده لا يكفي للترقي”. وهي رسالة خطيرة تقوّض روح العمل وتضعف الحافز الداخلي للكثير من الكوادر الشابة والطموحة.

من هنا، بات من الضروري أن تتحرك الجهات المسؤولة داخل وزارة البترول وهيئة البترول لإعادة النظر في سياسات الترقيات، فليس بهذا الشكل يتم التعامل مع رؤوساء الشركات .

ما جرى من تأخير ترقيات وتجاهل كفاءات هو أكثر من مجرد قرار ؛ إنه مؤشر على خلل أعمق يحتاج إلى تصحيح عاجل. فالإهانة التي تعرّض لها رؤوساء الشركات إهانة لأشخاصهم، بل تهديد لمبادئ الاستحقاق التي يجب أن تحكم الحركة قبل صدورها، وخاصة في قطاع استراتيجي كالبترول.

مبروك لكل من ترقى فحتماً هو مستحق ، وليعذرني رووساء الشركات في عدم نشر تهنئة لهم ، فلا أرى ذلك إلا مهانة لهم .
#سقراط




تم نسخ الرابط