الإثنين 23 يونيو 2025 الموافق 27 ذو الحجة 1446

بتروجت وسفن التغييز…ملحمة وطنية في معركة الطاقة

332
المستقبل اليوم

في قت لا يحتمل التأجيل، وبين أمواج الأزمات العالمية، يبزغ نجم شركة بتروجت كركيزة أساسية في معادلة الأمن القومي المصري في قطاع البترول ،وبينما كانت بعض الدول تنزلق في ظلام العجز والانقطاع، كانت بتروجت تخوض واحدة من أعظم معاركها، عنوانها: ربط مراكب التغييز بالشبكة القومية في وقت قياسي، وسلاحها: العزيمة، والانضباط، والوطنية.


سفن التغييز (FSRUs) هي وحدات عائمة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال (LNG) وتحويله إلى حالته الغازية، ليدخل مباشرة في الشبكة القومية للغاز الطبيعي، سواء لتغذية محطات الكهرباء أو لتلبية احتياجات المصانع والمنازل ، هذه السفن تمثل صمام أمان حيوي لأي دولة تسعى إلى تنويع مصادرها من الطاقة وتفادي الانقطاعات، خصوصاً في أوقات الذروة أو عند تعطل خطوط الأنابيب التقليدية.

وحينما قررت الدولة، ممثلة في وزارة البترول والثروة المعدنية، استقدام سفن التغييز الجديدة إلى موانئ البحرين المتوسط والأحمر، كانت المهمة واضحة وصعبة: يجب تجهيز واستكمال البنية التحتية لربط هذه السفن بالشبكة القومية خلال وقت قصير .

هنا تحركت بتروجت، بقيادة المهندس وليد لطفي، ومن معه وهم رجل المهام الصعبة وأصحاب المدرسة القوية في البنيان والإدارة والقرار ، لم يكن الوقت في صالح أحد، لكن الشركة اعتادت التعامل مع ما هو أصعب من ذلك.

تم تشكيل فرق عمل على مدار الساعة، هذا الفريق لا يعرف العطلات أو الراحة. المعدات تحركت في اللحظة ذاتها، وبدأت أعمال الحفر، والردم، والتركيبات، ومد المواسير، ورفع الكابلات، تحت أشد الظروف، وفي بيئات بحرية ربما تكون معقدة.

وكان التحدي الأكبر في تجهيز الرصيف البحري لاستقبال السفين ، وتنفيذ وحدات الربط والتوصيل، وإجراء اختبارات الأمان وضبط الضغوط، ودمج الغاز المعالج فنيًا بشبكة الغاز الوطنية دون أي هزة .

وقد نجحت بتروجت في تنفيذ كل هذه المهام، بالتعاون مع شركات القطاع المختلفة، في زمن قياسي غير مسبوق، وبكفاءة أشاد بها الجميع ، وهذا هو العهد والوعد .

وبعيدًا عن الأضواء، وقف آلاف العاملين في شركة بتروجت كجنود على الجبهة ،من مهندسين وفنيين إلى سائقين وعمال صيانة ولوجستيات ، كانوا يسابقون الزمن ولا يعبئون بحرارة، ولا يطالبون بشيء سوى أن يروا بلادهم لا تنطفئ، وأن يشعروا أن تعبهم تحول إلى طاقة تضىء بيوت المصريين وتشغل مصانعهم.
أحدهم ينام في الكرفان، وآخر يتناول وجبته بجانب خزان وقود، وثالث يتفقد مواسير الغاز في عز الحر ، وكلهم كانوا يرددون عبارة واحدة: “إحنا بتروجت..بنشيل التقيل وقت الجد”.

ولا تكتمل هذه الملحمة دون ذكر اسم المهندس وليد لطفي، رئيس مجلس الإدارة، الذي لا يرى في القيادة منصبًا، بل ميدانًا ،رجل نزل بنفسه إلى المواقع، وتابع مراحل التنفيذ لحظة بلحظة، وكان يتواصل مع فرق الطوارئ والعمليات في كل لحظة، جنباً الى جنب مع المهندس كريم بدوي وزير البترول .

لم تكن كلماته للعاملين مجرد تحفيز، بل خطة متكاملة للتعامل مع الأزمات، واستثمار كل عنصر من عناصر الشركة في مكانه، ودائما يقول: الشغل اللى فيه روح، عمره ما يفشل.. وبتروجت عمرها ما خذلت بلدها.


اليوم وفي كل يوم ، حين نستعرض الإنجازات في قطاع البترول، يجب أن يُذكر اسم بتروجت في الصفوف الأولى، لأنها دائماً حائط الصد، وجسر العبور، في لحظة مفصلية. فقد بنت بنية تحتية على البحر وفي الأرض، وزرعت في كل متر حجرًا، وفي كل قلب وطنًا.

من حقنا أن نفخر بها، ومن حق كل مصري أن يعرف أن خلف كل لمبة لا تنطفئ في هذا الصيف ، وكل جهاز يعمل، شركة وطنية اسمها “بتروجت”، وجيش من العمالقة، وقائد اسمه وليد لطفي، لا يقبل إلا بالإنجاز .

بتروجت لم تبني فقط خطوطًا للغاز ، لكنها كل يوم ترسم خطوطًا في تاريخ مصر الحديث.

#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط