الأحد 25 مايو 2025 الموافق 27 ذو القعدة 1446

نجوم من البترول..وليد لطفي..المسئولية والإنجاز

1643
مهندس وليد لطفي
مهندس وليد لطفي

لا شك أن المهندس وليد لطفي واحد من القيادات الذين يتمتعون بكاريزما خاصة دون غيره من القيادات ، سمات وصفات صنعتها تجربة سنوات من الغربة والعمل داخل المواقع في أكبر صرح للمشروعات داخل قطاع البترول، وهو شركة بتروجت العملاقة .

ربما كان وليد لطفي قبل عشر سنوات من الآن أو أقل ، حبة ضمن حبات عنقود طويل من قيادات الصف الثاني داخل بتروجت ، لكنهم ليسوا كغيرهم مغبونين مجهولين لا يعرفهم أحد ، بل كانوا نجوماً ساطعين تراهم وتعددهم ، مثل رؤيتك للشمس في وضح النهار وللقمر في سواد الليل الحالك ، لذا عندما جاء وقت الأختيار لمن سيخلف رئيس الشركة السابق ، كانت هناك قائمة كبيرة لم تغب عنا جميعاً ، رأينا أن كل واحد فيهم يصلح لأن يقود هذه العملاقة الكبيرة بكل فروعها ومواقعها وأجناس من يعملون فيها ، وكان وليد لطفي هو المهد المنتظر ، وفي نهاية عام 2017 أختاره الوزير ليكون رئيساً للشركة .

وعلى مدار سنوات ثماني سنوات إلا أشهر قليلة ، قاد وليد لطفي بتروجت كأحسن ما تكون القيادة ، قادها كربان حافظ عليها من الهلاك في ظل أمواج عاتية وبحر لُجي لا يتوقف موجه ولا تسكن رياحه ، ويكفي أنه جعل الكيان هادىءً مستقراً عبر به من أزمات كورونا التي اغلقت شركات ، ومن تقلبات أسعار النفط التي قصمت ظهر الكيانات ، بل وحقق مكاسب ودشن مشروعات جعلت من بتروجت ذراعاً قوياً لقطاع البترول داخلياً وخارجياً .

وفي عهد وليد لطفي دخلت بتروجت موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية ، عن تنفيذها لمستودع تخزين خام البترول بمنطقة رأس بدران، الذي سجل رقما قياسيا في مجاله، كالأضخم بسقف عائم على مستوى العالم، بسعة 175 ألف متر مكعب، تعادل نحو 1.1 مليون برميل زيت خام، فضلا عن تنفيذها المشروع بتقنيات وأساليب غير مسبوقة، تعد الأولى والأكبر من نوعها في تنفيذ أعمال مستودعات التخزين عالميا، كما نجحت بتروجت، في التقدم في التصنيف العالمي لشركات البناء والتعمير علي مستوي العالم لعام 2021 ، 31 مركز فى قائمة أكبر 250 شركة مقاولات على مستوى العالم وتقدمها 8 مراكز بقائمة أكبر 250 شركة مقاولات على المستوى الإقليمى.

لكن النجاح الأكبر للمهندس وليد لطفي ، هو حفاظه على الثروة الحقيقية وهم البشر ، فاكثر من 45 ألف ما بين عامل ومهندس وفني ومحاسب واداري ، يعملون في كافة المواقع داخلياً وخارجياً ، وأينما ذهبت تجد بتروجت ، لم تقدم الشركة على تسريح عامل واحد ، بل ارتفعت الملاءة المالية للشركة لدرجة أن لها ما يربو على 60 مليار داخل هيئة البترول .

كما نجحت بتروجت في ان تكون مصدراً للدخل القومي ، من خلال مشروعاتها بالسعودية والجزائر والامارات وعُمان والأردن ، ودول أخرى ، وهذا ما عزز من مكانتها بين الشركات العالمية وجعل الانظار تتجه اليها كواحدةً من أهم الشركات المؤثرة في مجالها .


لقد كان المهندس محمد الشيمي الوزير الحالي لقطاع الأعمال ورئيس بتروجت الأسبق ، صادقاً ودقيقاً عندما قال لي: بتروجت كجبل صامد يحتمي الجميع به ، سقوط صخرة منه قادرة على تدمير الكثير ، وثباته يعني توازن للأرض ، بتروجت عندما تمرض يموت من حولها ، وعندما تتعافى ينعم كل من حولها بصحة جيدة ، بتروجت عندما تستيقظ تبعث النماء للجميع ، وعندما تخمل يحدث جفاف الأرض .

ربما لم تكن هذه مفردات المهندس الشيمي ، لكنه قال ذلك بشكل هندسي ترجمته أنا لشكل أدبي ،لعظمة حب الرجل للمكان وللدرجة التي تدرك فيها كم الشغف الذي يربط بين هذه الشركة وبين كل من يعمل فيها .

وإنه والله ارتباط وثيق ، وحبل موصول وعلاقة أبدية ، تلك التي تجعل حتى من خرج للمعاش منذ عشرون او ثلاثون سنة ولايزال على قيد الحياة ، يفخر بالعمل في بتروجت ، فهؤلاء الناس لديهم ألف قصة وحكاية ، يسوقونها لأولادهم واحفادهم واحبائهم ومعارفهم ، كل واحد فيهم لديه من الذكريات ما يمكن قوله ، التفاصيل هي من تجعل للذكريات معنى ، وما أكثر التفاصيل التي عاشها كل من عمل في بتروجت ، صغيراً كان أو كبيراً ، حالة لا يمكن أن تجدها في أي شركة داخل قطاع البترول ، قد تجدها فقط في المقاولون العرب .

بتروجت ليست بالأعلى أجراً لمن يعمل بها ، وليست بالأوفر حظاً لرجالها وسيداتها من ناحية المادة ، لكنها الأفضل عملاً وتعليماً وارتباطاً وحباً للجميع ، وهكذا يفعل عرق الرجال داخل المواقع ، وجهود السيدات داخل المكاتب ، وهنا تُبنى الذكريات .

لقد خرج من رحم بتروجت رجالاً ونساءاً عِظام ، فحفل تاريخ هذا الشركة بوجود المهندس كمال حافظ والمهندس كمال مصطفى وهو من ساهم من بناء نهضة الشركة ، وخرج منها المهندسون: مصطفى شعراوي وحمدي الشايب و هاني ضاحي وخالد سامي ومحمد عبدالحافظ ومشيره عماره ونهاد جاويش وعبدالمجيد الرشيدي ومحمد الجوهري وعبدالوهاب السماحي وتاج محرم وناصر عبدالعال وخالد ابراهيم وعمرو بدوي ومحمد الدروي ، وعشرات غيرهم عاشت بهم الشركة ولاتزال ، كمان أن بتروجت بها الآن عشرات من الرجال ستحيا بهم مادامت الحياة تسير ، وسيظل وليد لطفي أيقونة بتروجت وواحداً من روادها ومن رواد القطاع الذي يستحق ما هو أكثر .




تم نسخ الرابط