الجمعة 14 نوفمبر 2025 الموافق 23 جمادى الأولى 1447

مجرد رأي: مفاجأة.. المستقبل البترولي ليست ملكاً لصاحبها

724
المستقبل اليوم

ليست مفاجأة، ولكنها حقيقة. حقيقة الأحداث وطبائع الأمور. فعندما يتعلق الأمر بالفكر والرأي والحرية، تصبح منصتك ملكاً لعقول الناس وتفاعلهم. الأب ملكٌ لأبنائه بلا سند، والمعلم ملكٌ لتلاميذه بلا إجبار. وعندما تنجح أو تخترع، يؤول نجاحك واختراعك للناس والبشرية شئت أم أبيت.

والمستقبل البترولي لها تاريخ، ولها صولات في عمق تاريخ قطاع البترول. منصة قام عليها صحفي صغير تطلّع بذكاء إلى محيط الأحداث واختار طريقه. وعندما أصبحت المستقبل في ضمير وانتباه كل عامل وقيادة في القطاع، لم تعد ملكاً لمؤسسها، بل أصبحت ملكاً لأولئك الذين ينتظرون منها أن تكون نافذة المعلومات الصحيحة وصوتهم ضد أي ظلم أو تجبّر.

ملايين الناس في بلدنا ربما لا تعرف أن جريدة الأخبار العريقة كانت ملكاً لمصطفى وعلي أمين، ولكنهم لا يعرفون إلا “جريدة الأخبار”. وعندما قرر الرئيس جمال عبد الناصر تأميمها، كان يعرف تماماً أنها أصبحت ملكاً خالصاً للشعب، وصار مصطفى أمين مجرد موظف بها.

لذلك أتعجب من غضب البعض من مؤسس هذه المنصة، "عثمان علام" وكأنه يملكها، ولكلٍّ يريد فرض وجهة نظره وتوجهاته عليه وعليها. وهذا خطأ كبير، لأنه وإن كان رئيس التحرير، فهذه طبيعة الأمور التي تستوجب وجود عملية تنظيمية تمنع الفوضى وتراشق الآراء والألفاظ، وتحافظ على السلم المجتمعي ومصالح الدولة في المقام الأول.

أما الأخبار والأحداث وكشف الظلم والفساد، فهي ملكٌ للقراء والمتابعين، وهم بمئات الآلاف، وهم من يملكون الحق الوحيد في توجيه هذه المنصة وتقويمها إن لزم الأمر.

فالنجاح الإعلامي والصحفي ليس ملكاً لأحد، ولكنه ملكٌ للناس. وعلى الجميع أن يعرف جيداً أن الحقيقة لا بد أن تظهر ولو بعد حين، وأنه من الحمق ما يقوم به البعض من محاولات منع ظهورها والتضييق على الناس لكتم أصواتهم، من بعض كارهي أنفسهم والإعلام، ومن يريدون العيش في الخفاء والظلام.

وأنا على قناعة بأن رئيس التحرير قد أدرك هذه الحقيقة، واستقلّ برأيه وتوجهاته بقناته الخاصة، وهذا حقٌ وحريّة مطلقة لا يلومه عليها أحد. أما المستقبل البترولي فقد أصبحت ملكاً للناس، ولهم عليها حقوق، وهم من يضمنون لها قوة التأثير والبقاء. ومن يغضب منها فله ذلك، ولن يجني سوى مطاردة السراب.والسلام،

#سقراط




تم نسخ الرابط