الإعلام الفاشل ودور المتحدث الرسمي (تقرير)
الإعلام مثل أي سلعة، منه الغالي الثمين، وفيه الرخيص. فيه الناجح الهادف المؤثر، ومنه الفاشل الذي لا يقدم ولا يؤخر. ومن أبرز علامات الإعلام الفاشل هو التركيز على السلبيات بطريقة تفصيلية أو تخيلية، والتكرار في مواضيع طُرحت من قبل واستهلكت بحثًا ومناقشة.
إن التركيز على السلبيات في أي عمل أو نشاط يفقد الناس الثقة في بعضهم البعض، ويجعلهم يتناحرون في آراء مختلفة ومذاهب عدة، وهذا هو أول طريق لتدمير أي مجتمع أو قطاع.
لا يمكن أن يكون الشغل الشاغل لأي جهة إعلامية هو توسيع أي عمل أو مسئول تقريعًا أو نقدًا، وتفنيد كل ما يقوم به على أنه نوع من الهراء أو الكذب.
وبالقياس أيضًا، لا يمكن أن نستمر في تكرار أحاديث أو شكاوى أو مطالبات أصبحت تُصدر ضجيجًا مثل الأسطوانة المشروخة، فلا صوت يُسمع، ولا فكرة تُهتدى، ولا إلى جديدٍ يُنظر.
وهنا يبرز الدور الهام للمتحدثين الرسميين للوقوف ضد هذه الطروحات والتصرفات السلبية التي تهز الثقة وتثير السأم في النفوس. وقد ظهرت متحدثة البيت الأبيض – التي طالما أشدنا بها وبقوة شخصيتها – لتتصدى لمثل هذه النوعية من التصرفات في بلدها، الأمر الذي أثار إعجاب الشعب بها، وحتى الضيوف الأجانب الموجودين في زيارات رسمية.
إن دور المتحدث الرسمي دور فاعل وعميق، وعليه مسئولية كبيرة في توضيح الحقائق، وكذلك توضيح الرأي فيما يُعرض من مطالب وشكاوى، حتى لا يستمر انهمارها بلا نهاية، وتُوقف الموجة التي يخلقها الإعلام الفاشل من فراغ وبلا هدف محدد.
علينا أن نتعلم من تجارب الآخرين، وحبذا لو كانت دولية وعالمية، لنعرف الطريق والشكل الصحيح لتجاوب الإعلام مع الأحداث وإظهارها بالشكل الملائم المستند على قواعد ومعلومات وبيانات، حتى لا يكون الإعلام مجرد أداة يمكن لأي فرد استخدامها بالطريقة التي تحلو له، فيصبح نوعًا من العبث وحب الظهور والانتشار الزائف. وهذه هي صورة الإعلام الفاشل في أوضح أشكاله.
المستقبل البترولي