زلزال نيويورك يصل إلى نادي إنبي
الصدف جمعت بين أكبر حدثين انتخابيين لاختيار عمدة ولاية نيويورك ورئيس نادي إنبي في يوم واحد. ومن الطريف أن يجتمع لهذين الحدثين أوجه تشابه ظاهرة لكل متابع.
“زلزال نيويورك” يعبر عن شراسة الديمقراطية الأمريكية والاعتزاز بالهوية الوطنية والدينية، ويخاطب عواطف الناخبين بألفاظ حماسية صادرة عن وجه وسيم شاب، تبدو فيه علامات العناد أكثر من تفاصيل الخبرة. إنه زلزال سياسي اهتز له العالم بلا شك، لأن مدينة نيويورك تعد دولة عظمى في حد ذاتها، وأكبر تجمع اقتصادي عالمي في الولايات المتحدة، وتحظى بأعداد هائلة من المهاجرين من أصول مختلفة، وهي مقصدهم الأول، ومنها أعلنوا بكل قوة أنهم موجودون ومؤثرون في ساحة السياسة الأمريكية الصعبة.
وتأتي انتخابات إنبي على نفس السياق وإن اختلفت المفاهيم والتوجهات. فإذا كانت نيويورك ذات توجهات سياسية وحزبية، فإن توجهات انتخابات إنبي كانت تُعلي قيمة العمل والجهد والاستمرار لتحقيق الذات، والأمل في مستقبل أفضل للنادي وأعضائه، في ظل إيمان راسخ بأخلاقيات قطاع البترول العريق، بعد أن أصبح هذا النادي أحد مؤسساته العتيدة.
نفس الفرحة التي ارتسمت على وجه زهران ممداني ارتسمت على وجه أيمن الشريعي، رئيس النادي المنتخب. نفس التفاصيل الحماسية وقوة الإرادة، ونفس العناد لتحقيق الذات والهدف. مناسبتان اجتمعتا على شخصيات شابة تسابق الزمن والتحديات والإحباط لتحقيق المستقبل لناخبيهم ومن منحوهم ثقة القيادة.
نتائج الانتخابات هي حدث رائع وجميل في كل أشكالها ومعانيها، وبوابة للتغيير والأمل في مستقبل أفضل.
نجح زهران في أمريكا والشريعي في مصر، لأن كلاً منهما مؤمن بمبادئه ولديه إصرار على تحقيق الهدف والحلم.
مبروك أيمن الشريعي… انتصار القيم والأخلاق والصبر ونظافة اليد.
ومبروك لنادي إنبي وأعضائه الذين أثبتوا بحق أنهم يعلمون جيدًا قيمة صوتهم الانتخابي ومنحوه لمن يستحقه عن جدارة.
ألف مبروك على هذا العرس الديمقراطي الرائع في نادي إنبي، ومبروك لقطاع البترول وصوله إلى هذا المستوى الحضاري الراقي.