الإثنين 13 أكتوبر 2025 الموافق 21 ربيع الثاني 1447

ورشة بتروسبورت إصلاح أم اختيارات لقيادات جديدة

672
المستقبل اليوم

الجهود الحثيثة لزيادة الإنتاج تحظى عادة بالاهتمام والتقدير إذا استطاعت أن تخطو على الطريق الصحيح. وتقديرات الأمور يجب أن تكون دوماً ذات تخطيط على المستويين القريب والبعيد. والخطط القريبة دوماً تحظى بأهمية خاصة لأنها تتعلق بالأمر الواقع الذي نعيشه الآن، والواقع ينبئ بأننا مازلنا في حاجة ماسة إلى العديد من الإجراءات السريعة لإعادة إدارة عجلة العمل والإنتاج في الكثير من الشركات.

تناهى إلى الجميع تصريحات ترسخ بأن مدفوعات الشركاء المتأخرة هي حجر العثرة الذي يمنع التقدم في كثير من الأعمال والمشاريع وبالتالي زيادة الإنتاج. وتبدو هذه النقطة خارج منظور ورشة اليوم التي تُعقد في بتروسبورت.

والنظرة الأولى لأجندة الورشة تُظهر أنها تركز على معاملات فنية نمطية صريحة تدفع للتساؤل: إذا كانت هذه البنود غائبة عن الشركات، فماذا كانوا يعملون طوال السنوات الماضية؟ بالتأكيد ظهرت أنظمة حديثة في خبرات العمل الميداني والتقني وأهمها برامج الذكاء الصناعي والتطور الكبير في المساحة السيزمية والقياسات الكهربائية في الآبار، ولكن تعود كل هذه الأمور إلى أصل المشكلة، وهي التمويل المطلوب الذي يمكن تلك الشركات من تطوير أنظمتها وطريقة عملها بما يتلاءم مع التقدم الكبير الذي يشهده العالم في كافة المجالات.

إذا كان رؤساء الشركات سيسمعون نظريات وتقنيات جديدة وربما تعليمات محددة، فإن كلاً منهم سيعود لشريكه ويتجمد الموقف كما كان قبل الورشة انتظاراً لاستثمارات لن تُعتمد. لذا كان من الجيد أن تكون الورشة مخصصة لدراسة بنك الأهداف الموجود في كل شركة بوجود الشركاء، وما هو المطلوب تحديداً لتنفيذ هذه الأهداف مع تحديد أولوياتها على المستويين القريب والبعيد، وأن يكون هناك خطة ودور فاعل لتمويل هذه البرامج في كل الشركات بخطة تمويلات عاجلة ومتوسطة الأجل، واستغلال رفع التصنيف الاقتصادي لمصر مؤخراً في زيادة الثقة ودفع هذه الأفكار إلى حيز التنفيذ.

لا يمكن أن نتجاهل أهمية الاجتماع مع رؤساء الشركات بين وقت لآخر حتى يكونوا على دراية بتوجهات أجهزة القطاع وقياداته في الوقت الحالي، ولكن سيكون من المفيد أيضاً الاستماع لمشاكلهم واقتراحاتهم وتقدير مدى تفهمهم للأمور بشكل جيد ومختلف، لخلق انطباعات عن قدرات وقيادات جديدة قد تكون غير ظاهرة حالياً أو تخدم في غير المكان المناسب لها، وحان الوقت لأن تكون في وضع آخر وشركة مختلفة. ومن ثم يمكن الخروج بورقة عمل مرحلية لتنفيذ أهداف محددة تتزامن مع حركة تدوير قيادات سريعة بمعايير جديدة لقيادات تتبنى فكراً وأسلوباً جديداً في العمل والابتكار، على أن تتم مناقشة تطور تنفيذها في اجتماعات دورية بعد ذلك.

نتمنى بالفعل أن تكون هذه الورشة ببصمة خاصة بصلاح عبد الكريم وتخرج بتوصيات وقرارات عملية قابلة للتنفيذ، لأن الوقت يمضي بسرعة ولتعويض ما سبقها من ورش لا عائد منها ولا مردود.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط