شخصيات: محمد إبراهيم..الإسم الذي حول الأزمات إلى فرص

في صناعة صعبة مثل البتروكيماويات، لا ينجح إلا من يمتلك رؤية نادرة ويمتلك والخبرة والشجاعة، وإذا كنا قد تحدثنا منذ يومين عن المهندس إبراهيم مكي، وهو الرجل الذي يجلس على عرش صناعة البتروكيماويات في مصر ، فإن من بين هؤلاء القلائل الذين يتحملون الصعاب لنهضة هذه الصناعة ، المهندس محمد إبراهيم، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة سيدي كرير للبتروكيماويات (سيدبك)، كقيادة يعرف كيف يحوّل الأزمات إلى فرص، وكيف يزرع الثقة في العاملين قبل أن يقطف ثمار النجاح.
منذ أن تولى محمد إبراهيم قيادة الشركة، لم يتعامل مع الكرسي كمنصب بروتوكولي، وأشهد بذلك منذ أن عرفته، بل كمسؤولية ثقيلة تتطلب فكرًا مختلفًا، ولهذا تجد رؤيته كانت واضحة: كفاءة أعلى، إنتاجية أفضل، شركة أكثر قوة وانضباطًا…لذلك تجد خطواته ليست مرتجلة، فهو يعمل بالحكمة القائلة" احسب لرجلك قبل الخطو موضعها"، وإنما يخطو خطوات مدروسة، تعتمد على قراءة واعية لواقع السوق وظروف المنافسة، مع إدراك كامل للتحديات الداخلية والخارجية.
ربما واجهت سيدي كرير تحدياتها المعتادة كبنية تحتية تحتاج إلى تطوير، وتكاليف تشغيل متزايدة. لكن محمد إبراهيم لم يترك هذه الملفات تتراكم، بل بدأ بإصلاحات إدارية وفنية رفعت كفاءة التشغيل وقللت الفاقد، والأهم من ذلك أنه أدرك أن العنصر البشري هو قلب الصناعة، ففتح المجال أمام برامج تدريب متطورة، وأعاد توزيع الكفاءات ليضع كل فرد في المكان الذي يبدع فيه، والنتيجة كانت بيئة عمل أكثر استقرارًا وإيجابية انعكست مباشرة على الإنتاج.
على المستوى الخارجي، لم تكن الطريق ممهدة: أسعار نفط متقلبة، منافسة شرسة، طلب عالمي متغير، ندرة غاز، لكن محمد إبراهيم لم يقف متفرجًا، بل تحرك بخطوات محسوبة: تنويع الأسواق التصديرية، تحسين جودة المنتج، وتبني استراتيجيات تسويقية مرنة جعلت الشركة قادرة على المنافسة بل والتفوق حتى في أصعب الأوقات.
طموحات محمد ابراهيم لا تتوقف لانه لا يؤمن بالجمود. لذلك قاد الشركة نحو مشروعات توسعية مدروسة تستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية وتوسيع قاعدة المنتجات، والأهم أنه جعل من “التصنيع المحلي” هدفًا استراتيجيًا لتقليل الاعتماد على الخارج، انسجامًا مع التوجه القومي للاكتفاء الذاتي وتعميق الصناعة المصرية.
ما يميز المهندس محمد إبراهيم ليس فقط أنه رجل إدارة ناجح، بل أنه قائد يعرف كيف يستثمر في الإنسان، وكيف يبني الثقة، وكيف يحول كل تحدي إلى قصة نجاح. تحت قيادته، تحولت سيدي كرير إلى نموذج يُحتذى به في قوة الرؤية ودقة التخطيط وروح الفريق.
وبالفعل أثبت محمد إبراهيم أن الصناعة لا توجدها الآلات وحدها، بل يصنعها العقول والقلوب التي تعرف كيف تحمي وتطور وتبدع.
وسيبقى اسمه علامة مضيئة في سجل قادة صناعة البتروكيماويات في مصر.
الحلقة القادمة: المهندس هشام رياض