الحركة القادمة..وهل نجحت السابقة؟(تقرير)

حركات التغيير والتعيين لم ولن تنتهي، فهي كعقارب الساعة، لا بد لها من الدوران ولا يمكن أن تتوقف. دوران عقارب الساعة يحمل فلسفة الحياة كلها في التغيير والمضي نحو المستقبل، أما الحركات الإدارية فتبدو أحياناً بعيدة عن هذه الفلسفة. فعقارب الساعة تدور لتُنهي زمناً وتبدأ آخر، بينما ما نقوم به أحياناً هو إيقاف عقاربها، بتمسكنا بالسياسات والأشخاص أنفسهم، وكأننا نخشى مواجهة المستقبل.
هذه المقدمة ضرورية لنفهم أن الحركة، إذا تحولت إلى مجرد تبادل أسماء ومناصب، فقدت قيمتها وقدرتها على إحداث التغيير الحقيقي، الكمي والنوعي معاً. وإذا لم تكن لهذه الحركة فلسفة واضحة تُبنى عليها الاختيارات، فاعلم أن النتائج ستكون خاسرة بلا جدال.
الجميع يتنبأ بظهور حركة قريبة، وهذا ليس خبراً أو مفاجأة، بل أصبح تقليداً سنوياً يُقال فيه إن “هناك حركة تغييرات وتعيينات” تُرفق بديباجة عريضة تتنبأ بأنها “ستكون جناحي الطائر الذي يحلق بالقطاع إلى عنان السماء”.لكن ما يحدث فعلياً أن الحركات تتوالى، وتبقى السياسات والأفكار نفسها، بل حتى القرارات تُصاغ بالمنطق ذاته الذي نعرفه منذ أكثر من ثلاثين عاماً. لا جديد سوى تبادل المواقع، يتبعه سيل من التحليلات والتكهنات: هل هي ترقية لهذا؟ أم عقوبة لذاك؟
هذا هو حال الحركات: تركيز على الأشخاص لا على السياسات، بلا تغيير جوهري، لنظل نسير على نفس الطريق وننتظر نتائج مختلفة، لا ندري كيف تأتي!
إذا لم تتغير فلسفة الحركة وآليات الاختيار داخل القطاع، ولم يتبدل نهج تحديد القيادات وتوقيت تكليفهم، فلا تنتظروا جديداً. ستظل الأسماء تتبدل، والشركات تسير على قضبان حديدية بلا رغبة في التجديد أو الابتكار أو حتى محاولة تغيير الواقع.
انتظروا معنا الحركة الموعودة.. ولْنرَ إن كان هناك جديد هذه المرة.
المستقبل البترولي