الثلاثاء 09 ديسمبر 2025 الموافق 18 جمادى الثانية 1447

مجرد رأي: زيارات السابعة صباحاً لها معنى آخر

895
المستقبل اليوم

انفجرت التعليقات بشأن زيارة الوزير إلى مقر شركة خالدة للبترول، أكبر شركات الإنتاج في مصر، في السابعة من صباح اليوم. وقد جاءت بعض التعليقات رافضة للموعد ذاته، بينما أيّد آخرون هذا التوقيت باعتباره رسالة لاستدعاء حالة النشاط والانضباط المفقودة – للأسف – في كثير من الشركات.

والنظرة العامة لهذا الحدث تحمل أبعاداً كان من الضروري على رؤساء الشركات التقاطها. فهذا التوقيت تكرّر في أكثر من زيارة، وأصبح نطاق الحركة من السابعة صباحاً حتى السادسة مساءً هو الإطار الزمني الذي يتحرك فيه الوزير. وله في ذلك مطلق الحرية، فجدول أعماله لا يحتمل أي رفاهية. ورئيس الجمهورية نفسه ينطلق قبل بزوغ الفجر وفي الظلام لمتابعة مشروعات ومؤسسات تعليمية وعسكرية، ورأينا ذلك مراراً. لذا فإن توجه الوزير نحو هذا النمط من الزيارات أمر طبيعي، وكان على رؤساء الشركات استيعاب رسائله وأن يكونوا في مكاتبهم في هذا الوقت المبكر تحسباً لأي زيارة مفاجئة.

وهناك أيضاً منظور آخر، ربما أكثر تعقيداً، خلف اختيار هذا الموعد المبكر، إذ قد يعكس غضباً أو امتعاضاً يشعر به الوزير تجاه شخصية أو عدة شخصيات، فيختار وقتاً يعلم مسبقاً أنه لن يجدهم فيه. وهي رسالة مباشرة بعدم الرضا.

ويغفل كثير من القيادات حساسية هذا التوقيت، وينشغلون بأحاديث جانبية أو تصرفات استعراضية تأتي بنتائج عكسية، لأن التعامل مع المنصب الوزاري يستوجب حسماً في كل كلمة وتصرف.

زيارة الوزير، سواء لهذه الشركة أو لغيرها، تحمل رسائل يجب على القيادات قراءتها جيداً، وألا يأخذوها بمعناها السطحي باعتبارها تفتيشاً أو محاسبة على الغياب، وما إلى ذلك من التفسيرات الهزلية التي نقرأها.
فهناك زيارات لها ما بعدها، وهذا حق أصيل للوزير الذي يمتلك الصلاحيات الكاملة حتى آخر لحظة، والدستور والقانون في صفه.والسلام،

#سقراط




تم نسخ الرابط