الأحد 06 يوليو 2025 الموافق 11 محرم 1447

تصريحات البطل المثيرة للجدل (تقرير)

2480
المستقبل اليوم

في تصريحات  للجيولوجي علاء البطل، وكيل أول وزارة البترول لشؤون السلامة والبيئة، قال فيها إن “سلامة العاملين مسؤولية جماعية وأولوية قصوى”، أثار هذا التصريح جدلاً واسعاً، خصوصًا أنه جاء في توقيت بالغ الحساسية بعد حادث انقلاب البارجة البترولية، الذي أسفر عن مصرع أربعة عمال، ولا يزال ثلاثة آخرون في عداد المفقودين.

التصريح قاله خلال زيارته لمستودعات شركة التعاون للبترول. وقد رأى البعض في التصريح رسالة واضحة بقلب الطاولة على الجميع، وتأكيداً غير مباشر على أنه لا يتحمل مسؤولية الحادث منفردًا، في إشارة إلى صراع الأجنحة القديم بين المهندسين والجيولوجيين، الذي انتهى بإقصائه من رئاسة الهيئة ونقله إلى الوزارة.

ويعلم الجميع أن جذور هذا الخلاف ليست سراً، بل هي من النوع الشائع في أغلب الهيئات الحكومية الكبرى . كما أن الجيولوجي علاء البطل لم يتبقَّ له سوى أيام قليلة على تقاعده، بعدما تحمّل مسؤولية هذا الفرع الاستراتيجي والهام في الوزارة لمدة تقارب العام، وهي مسؤولية تخرج عن نطاق خبرته الفنية، إذ يُعرف الرجل بخبرته الطويلة التي تجاوزت 40 عامًا في مجالي الاتفاقيات والاستكشاف.

ولا نسعى هنا لتبرير أي قيادة، فجميع المسؤولين في النهاية يتحملون المسؤولية بنفس القدر، سواء على المستوى الفني أو التضامني، أياً كانت تخصصاتهم. بل نعرض الصورة كما هي، بلا تزييف أو رتوش.

والمطلوب الآن هو أن يتخذ وزير البترول إجراءات حازمة لإعادة الأمور إلى نصابها، في ظل وجود قصور واضح في مجال سلامة الأفراد، خاصة من يتعرضون لمخاطر العمل يوميًا. وتظهر في المشهد الآن شركات المقاولات ومعداتها، وهي مطالَبة بمراجعة سياساتها بشكل كامل، حتى لو تطلب الأمر تغيير القائمين على تنفيذها، خصوصًا في المشاريع المرتبطة باتفاقيات مع هيئة البترول.

القطاع يمر بمفترق طرق يتطلب دقة وسرعة في اتخاذ القرار، وإجراء تغييرات شاملة في منظومة السلامة داخل عدد كبير من مرافقه وشركاته . وينبغي أن تبدأ هذه المرحلة بدراسة دقيقة لسيرة المرشح الذي سيخلف الدكتور علاء البطل، ويفضل أن يكون من جيل الشباب، لا يتجاوز عمره 45 عامًا، أو الدكتور تامر عايش او حتى شخص من خارج القطاع.

كما يجب أن يبدأ عمله بتكليف مكتب خبرة أو جهة استشارية أجنبية لإعداد دراسة منهجية شاملة لإعادة هيكلة المنظومة إداريًا وفنيًا، بما يتناسب مع طبيعة أنشطة القطاع المختلفة. ويجب التركيز على نشر ثقافة السلامة بين العاملين أولًا، وتجاوز أساليب التدريب التقليدية، لأن ذلك هو الأساس السليم الذي يمكن البناء عليه لاحقًا.

كما ينبغي أن تكون مشاريع السلامة والتدريب جزءًا أساسيًا وفعّالًا من الاتفاقيات، لا مجرد عنصر شكلي، وأن يُسند إلى الشؤون القانونية دور واضح في صياغة هذه البنود بالشكل الصحيح.

إنها منظومة متكاملة تحتاج إلى إعادة بناء، بشكل جيد ومرن، ويجب أن تبدأ هذه الخطوات فورًا، قبل أن تتحقق رغبة البعض في إغلاق هذا الملف بسرعة، لأننا إن فعلنا ذلك فقد نكون على موعد مع حادث أخر لن يستطيع أحد تحمُّل عواقبه .

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط