مجرد رأي….دروس من اقاله وزير البترول

بلا شك تلقي الاحداث الجاريه في ليبيا حالياً بظلال كثيفه علي استقرارها وعوده الحياه الطبيعيه لهذا البلد المحوري في القاره الافريقيه . ولكن ما يهمنا هو اقاله وزير البترول الليبي (محمد عون) من منصبه قبل هذه الاحداث بدعوي وصوله للسن القانونيه في فبراير الماضي . وهذه اول مره يقال وزير لهذا السبب حيث يتمتع هذا المنصب السياسي من شرط السن بصفه عامه . ولكن الاحداث والتصريحات توضح وجود خلافات حاده بينه وبين رئيس مؤسسه النفط الموازيه لهيئه البترول لدينا وذلك علي خلفيه اتفاقيات يراها الوزير مخالفه للقانون وخاصه مع شركه ايني الايطاليه وفي ظل تحقيقات موسعه من هيئه الرقابه الاداريه هناك . وكذلك اعتراض الوزير علي التواصل المباشر بين رئيس المؤسسه و رئيس الحكومه هناك .
لسنا معنيين بالخلفيه السياسيه لهذه الاحداث ولكن ما يهمنا هو البعد الاداري والفني في المشكله . فوجود مشكله بين رئاسه الجهه التنفيذيه مع الوزير هو امر لا يستقيم معه عمل . وكذلك العبث في الاتفاقيات وتطويعها لمصلحه الشركاء هو امر بالغ الخطوره ان لم يكن اليوم فهو غداً . تجاهل وجود الوزير هو مشكله الوزير نفسه في عدم قدرته علي فرض سطوته وقوته الاداريه والفنيه علي مرؤوسيه وترك الحبل لهم علي الغارب ليصنعوا ما يشاءون بتوجهاتهم علي اختلافها . هي بالفعل دروس قاسيه لكل ذي عينين وتوضح ضروره دراستها بشكل مفصل بعيداً عن الابعاد السياسيه التي تمر ببلادهم ، وان كنا اول المتأثرين بهذا لأن ليبيا هي عمق طبيعي واستراتيجي لبلادنا وفيها الكثير من المشاريع والاستثمارات والعماله والطلاب المصريين .
ماحدث هناك هو جرس انذار عالي يجب علي الجميع ان يسمعه و يتعلم منه وبسرعه .
والسلام ،،