الثلاثاء 01 يوليو 2025 الموافق 06 محرم 1447

كلمتين ونص…الخيانة الزوجية وتحريم فوائد البنوك

42
المستقبل اليوم

كلمتين ونص…الخيانة الزوجية وتحريم فوائد البنوك


منذ زمن طويل وانبرى بعض المشايخ في تحريم فوائد البنوك ، واعتبروها ربا ، وأن من يُقدم عليها نجس وعليه لعنة الله والملائكة والناسُ أجمعين .


ورأينا في سبعينيات القرن الماضي وما تلا هذه الفترة ، ظهور شركات توظيف الأموال بدعوى أنها تعمل تحت مظلة الدين ، وأن معاملاتها إسلامية ممهورة بصك الدين ، وكان نتاج ذلك ضحايا بالملايين ، وقع منهم من وقع تحت نصب أشرف السعد ومن على شاكلته ، وأخرون وقعوا ضحايا لأخرين لا يقلون عن مهارة أشرف السعد في الضحك على الناس. 


لم يدرك من جاء بعد هذه الفترة من المشايخ تغيرات العصر ، ولا قام أحدهم بدراسة على المجتمع وكيف أنه انزلق في بئر النصابين لأسباب يعرفونها جيداً ، ولا فكروا عن كيفية توظيف اتجاهات الناس الذين يبحثون عن الربح تحت مظلة آمنة ، هم يريدون البنوك لكن خوفهم من الحرمانية وفتاوي المشايخ جعلتهم يضلون الطريق .


أختفى "السعد" وغيره الكثيرون من الشخصيات التي تاجرت بأحلام الناس ، لكن ظهر بعدهم ألف سعد وسعد ، وحتى يومنا هذا يظهر كل يوم مستريح جديد ، يحصل على ملايين الناس ويهرب .


لست بصدد وضع أسماء المستريحين الجدد ، فما بين الحين والأخر تنشر وسائل الإعلام طرقهم للنصب وذكائهم فى الضحك على الناس ، وغباء الناس أيضاً ، لكني بصدد مناقشة ظاهرة اجتماعية تسبب فيها الشيوخ والسلفيين ، الذين يزعقون صباحاً ومساء بحرمة فوائد البنوك ، والقطع بربويتها .


وأنا هنا لا أرى دافعاً ولا سبباً ولا مسبباً لظهور النصابين ، مصاصي تحويشة الفقراء ، إلا أولئك الذين يفتون بحرمة المسكن والملبس والزينة والبنوك وركوب السيارات ، هم يغطون في كل النعم ، ويعتبرون التقدم والثقافة والحضارات بكافة اشكالها نوع من الكفر والبذخ والإسراف ، وهذه هي النتيجة ، نصاب يجمع مليار ، وأخر يجمع مليارين ، وثالث يجمع ذهب وفضة ، من بسطاء قتلهم الجهل وفتاوى الشيوخ .


تدخل الدولة مطلوب ، ويكون ذلك بإجراء جلسات ومناظرات للمشايخ مع المجتمع المدني ، يصاحبها حملات توعوية للبسطاء بعدم حرمة فوائد البنوك ، وأن الازمنة تتغير وكل عصر له تداعياته ومتطلباته ، فلا يجب أن نقف متحجرين أمام حضارة وتقدم يسود العالم .


لو سألت مواطن : لماذا اقدمت على منح أموالك لشخص ما ورفضت ايداعها فى البنك ؟، حتماً لن يقوى على الرد ، وإذا أجرى الله على لسانه رداً فسيكون : لأن فوائد البنوك حرام ، مع أنه عندما يضع أمواله في جيب "النصاب"، يطمع فى الحصول على ربح أكبر وسريع دون النظر في عمله وماذا يقدم .


الواقعة الأخيرة في أسوان أكدت ذلك ، الناس كانت تعلم أن المستريح تاجر آثار ، وأخرون قالوا أنه تاجر مخدرات ، وصنف ثالث قال أنه رجل أعمال كبير يستثمر مع أخرون ، هم لم يتحروا عن شخص واحد نهب أموالهم ، بينما رفضوا أن يضعوا أموالهم فى البنوك المعروفة بنظامها وإشراف الدولة عليها .


قمة التناقض والجهل ، لكن كل ذلك له أسبابه ودوافعه ، فقد يكون الخوف من "أين لك هذا"، وقد يكون الخوف من الفتاوي المضللة .


وأياً كان الأمر ، لابد من تحرك واسع للقضاء على ظاهرة المستريحين ، وبدلاً من الساعات المهدرة في مناقشة قضايا الزواج والطلاق ، وطبيعة العلاقة الجنسية بين الأزواج ، تناقش البرامج هذه الظاهرة وتضع لها ، وتستضيف أشخاص لهم مصداقية مع الناس ، بدلاً من شيوخ العضو الذكري والخيانة الزوجية والوضوء بالجورب .

#عثمان_علام #حكاوي_علام




تم نسخ الرابط