السبت 23 أغسطس 2025 الموافق 29 صفر 1447

نيفين مصطفى تكتب: السوشيال ميديا مابين الوجه القبيح والإستغلال الأمثل (عثمان علام)

30
كان لظهور وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا آثار إيجابية كثيرة، منها على سبيل المثال، أنه لم يعد في مقدور الإعلام حجب المعلومة، وإخفاء الأحداث عن أعين الناس بحيث لا ترى النور كما كان يحدث في الماضي، لم يعد بالإمكان إخفاء أي شيء أو التستر عليه وإبقائه في الظلام بعيدا عن علم الناس وتفاعلهم.
لقد أصبحت المعلومات متوفرة بفضل هذه الوسائل وأصبح كل مخطئ مهما كان منصبه عرضة للمساءلة والمحاسبة من قبل السلطات العليا. ولإن وسائل التواصل الاجتماعي جيدة وسريعة وفعالة، فيجب استخدامها بحصافة لنشر الوعي، والقيم الجميلة، والتركيز على ثقافتنا وعاداتنا السمحة وموروثاتنا الجميلة، أما إذا استخدمناها في غير هذه الغاية، فإننا سنظل نقبع في الجهل والظلم.
فائده وسائل التواصل الاجتماعى تتمثل فى كونها وسيلة للتعرف على العالم الخارجى ومعرفة الجديد بين راغبى التعلم والاستفادة العلمية، لكن ما حدث فى العالم العربى هو أن صارت استخدامات هذه الوسائل فى غير محلها بل أصبحت تهدد الأمن المجتمعى بشكل عام، سواء من خلال بث الشائعات والأخبار المغلوطة، أو إثارة الفتنة بين الأفراد والجماعات بل والدول.
وأطلت علينا بوجهها القبيح وسوء الإستغلال المنافى تماماً لما أنشأت من أجله، حيث سنحت الفرصه لمروجى الإشاعات وأصحاب «الأجندات» الخاصة، لبث سمومهم من خلال الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعى وما فيها من سرعة تداول الأخبار والمعلومات بصورة اسرع وأكثر تأثيراً من وسائل الإعلام التقليدية مثل التليفزيون والصحافة الورقية، وبصورة خطيرة، وتكمن خطورتها فى أنعدام أو صعوبة الرقابة عليها، وكذلك صعوبة التأكد من مدى صحة ماينشر من خلال هذه الوسائل، الأمر الذى يؤثر بشكل خطير على الأمن القومى، خاصة فى تلك المرحله الحرجه والتى نواجه فيها حربا داخلية من التنظيمات الإرهابية، وخارجية من داعميهم ومموليهم.
وحين سمعت أن أجهزتنا المعنية قد رصدت أكثر من عشرين ألف إشاعة خلال فترة وجيزة، فزعت ولم يكن فزعى بسبب عددها اوتنوعها بقدر ما كان بسبب انتشارها فى مجتمع متدين تسوده الأخلاق والقيم والمبادئ، فالإسلام والمسيحية على السواء يحرمان الإشاعات ويؤثمان مروجيها، بل هى أخطر أنواع الكذب على الإطلاق لما تهدف إليه من إثارة البلبلة وإحداث الفتنه بين الناس فى مجتمع ما، وربما بين دولة وأخرى. وترويج الإشاعات يعد خيانة الوطن، وقد قال الله تعال: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ»، وهو نوع من ظلم الغير، والله تعالى يقول: «وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظالمين »،وفى الحديث الشريف« كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» وإذا كان هذا الوصف يصدق على مَن يكذب على صديق أو زميل فى أمر من الأمور التافهة، فما بالنا بمن يخترع خبرًا كاذبًا يضر أو يضلل أو يدمر مجتمعًا كاملًا أو يصيبه بالذعر والهلع أو الإحباط واليأس المؤدى إلى فشل الأمم وانهيارها؟! والمؤسف والمؤلم أن بعض مروجى الإشاعات فى وطننا قد ينتمون إلى جماعات ترفع راية الإسلام ، وتبث أخبارها لزعزعة الأمن والأستقرار من خلال تلك الوسائل.
وليدرك الجميع أن الإشاعات تجد بيئتها الخصبة فى المجتمعات التى تفتقد الوعى ويسودها الجهل وتنتشر فيها البطالة، ولأن الإشاعات أشد خطراً على المجتمع من حرب الإرهاب ومواجهة الأعداء، فإنه يجب على المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية والفنية أن تتضافر جهودها لتهذيب النفوس وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية، وتهيئة المجتمع وتوعيته بألا يصدق أو يردد ما يتلقفه من أخبار دون التأكد من مصداقيتها، وبث روح الثقة بين الحاكم والمحكوم والقضاء على كل ما من شأنه أن يضيع هذه الثقة، إلى جانب ضرورة تكذيب الإشاعات إعلاميًّا وتفنيدها وبيان خطورة الانجراف وراءها.
فعلى كل مواطن مصرى حر فى وجود هذا العالم المتطور فى التكنولوجيا والحروب الإلكترونيه ان يتأكد قبل بث اى خبر دون ثبوت مصداقيته ولا ننجذب إلى اى اخبار تضر بوطننا وأن نستخدم وسائل التواصل فى محلها الصحيح .



تم نسخ الرابط