مجرد رأي…جورجا ميلوني وتعديل مواعيد العمل

جوجا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا ذات الـ ٤٨ عاماً ورئيسة حزب (إخوة إيطاليا)، شخصية نسائية مثيرة للانتباه، لها تاريخ سياسي حافل في إيطاليا منذ أن كانت وزيرة للشباب في عام ٢٠٠٦ في حكومة برلسكوني، تبدو صاحبة خبرة سياسية وشعبوية عريضة، يتهمها الكثيرون بالتطرف اليميني المحافظ الذي يعارض وجود المهاجرين الأجانب على أرض إيطاليا، ويتبنى دور الأسرة المحافظ ويحافظ على استقلالية إيطاليا بكل تاريخها وحضارتها وعدم ذوبانها في الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من سجلها السياسي الحافل في الأحزاب والمنظمات الإيطالية، فهذا لم يكن السبب في كتابة هذا الموضوع، كما ذكرنا، فهي شخصية مثيرة للانتباه، إذ تملك كاريزما شخصية حادة، وتتحدث بلغة الجسد والعيون أكثر من حديثها بالكلمات. نظراتها ثاقبة ومعبرة، وهي الوحيدة من بين كل قادة العالم التي أظهرت ندية واضحة أمام الرئيس الأمريكي بشخصيته الطاغية التي يفرضها على زائريه.
أناقتها وحديث وجهها ونظراتها وقوة شخصيتها فتحت شهية التصوير الصحفي المحترف لملاحقتها في كل أوقاتها واجتماعاتها، ولا يوجد اجتماع تحضره إلا وتجد صورة لها بتعبير مختلف على وجهها ينبئ برأيها في موضوع الاجتماع أو الاحتفال، لها شخصيتها المستقلة على الرغم من أنها عضو في الاتحاد الأوروبي، لكنها تحافظ بقوة على موقف بلادها المستقل في مختلف القضايا.
تذكرنا هذه الشخصية الكاريزمية بشخصية السيدة أم كلثوم، والتي كان لها تقريباً نفس قوة الشخصية والكاريزما، وإن كانت السيدة أم كلثوم لاذعة النقد وقاسية في إبداء الرأي.
كان لدينا في الماضي شخصيات نسائية ربما أكثر قوة من (ميلوني)، ولكن بعد أن داهمتنا التيارات الدينية ونشرت ثقافة الحجاب والتحرش التي أتت بها من أفغانستان وغيرها، اختفت تلك النماذج الكاريزمية وأصبح هناك طوق كبير يحيط بالدور النسائي السياسي والاجتماعي، وإن كنا ما زلنا نتذكر بعض النماذج القوية مثل السيدة آمال عثمان، ومشيرة خطاب، وفوزية عبد الستار، وثريا لبنة.
حديث ميلوني هو حديث الغيرة التي تتمنى أن نرى شخصيات بهذه القوة والكاريزما في بلادنا، شخصيات نسائية تقود أحزاباً سياسية وتقف شامخة في البرلمان تدافع عن حقوق الغلابة، لا أن تقترح أن يبدأ العمل في الخامسة فجراً. والسلام،
#سقراط