شخصيات على طاولة الأحداث: أشرف بهاء وياسر رمضان (3)
يتبقى على طاولة الأحداث شخصيّتان كانت أدوارهما وما تزال تمثّل ركنًا هامًا في منظومة عمل قطاع البترول والثروة المعدنية. ويبدو أن العامل المشترك بينهما أن كليهما جاء في ظروف انتقالية لا يمكن وصفها بالصعوبة، لكنها كانت مفترق طرق للمؤسسات التي يتولّيان رئاستها.
في حلقة اليوم نتطرّق إلى وضعية الأحداث مع المهندس أشرف بهاء، الذي جاء اختياره تقليديًا لرئاسة شركة جنوب الوادي. كان الاختيار دائمًا ما يقع على أحد رؤساء الشركات الاستثمارية الكبرى لرئاسة هذه الشركة، وهو توجه يلفت النظر إلى محاولة إدارة هذه الشركة بمنطق وطريقة مختلفين عن المؤسسات الأخرى، لتكون من أدوات الاستثمار في الإنتاج والتسويق.
لكن من المستغرب أن الشركة — رغم كل هذه الآمال — تعرّضت لانتكاسات غير مفهومة وغير مبررة، تعالت خلالها الأحاديث بقوة عن ضرورة حل هذه الشركة، وتصاعدت الأصوات والتعليقات المطالِبة بذلك. ثم جاءت مرحلة تم فيها تفريغ الشركة من معظم قياداتها، إما بالنقل أو التقاعد، مما عزز فكرة الحل وأحدث خللًا هيكليًا لا يغفله أي متابع.
إلا أن الوحيد الذي لم يؤمن بهذه الفكرة كان المهندس أشرف بهاء، كونه عنيدًا بطبعه ولا يستسلم بسهولة. استطاع بالفعل أن يستوعب هذه الموجة بشكل حذر ودبلوماسي، ودخل – ربما – في محادثات فنية واقتصادية قاسية لإقناع القيادة الجديدة بأهمية وجود هذه الشركة وضرورة تطوير دورها. ويبدو أنه حقّق نجاحًا مرحليًا في هذه المحادثات الشاقة، وتغلبت فكرة أن ما حدث لم يكن خطوات تصفية، بل ضرورة لتخليص الشركة من روتينية الأداء وعقم الأفكار، وأن الشركة تستحق الحياة.
وبدأت الشركة فعليًا تشهد تطعيم نظامها الإداري مرة أخرى بقيادات الصف الأول من النواب المهرة، وأهمهم نائب الاستكشاف ثم المالية وغيرهم. وبدأت بشائر النتائج تظهر تباعًا، ودخلت الشركة في معترك المزايدات الجديدة، خاصة أن نائب الاستكشاف محمد رضوان هو المسؤول عن بوابة القطاع الإلكترونية EUG .
استطاع أشرف بهاء أن يمسك دفة السفينة بقوة حتى لا تتحطم على صخور المتاعب الاقتصادية الحادة والفنية أيضًا. لم يهدأ حتى أعاد السفينة إلى مجراها الطبيعي، ولكن من السابق لأوانه إعلان النجاح؛ فالشركة ما زالت تبحر في أمواج صعبة، وفيها من عوامل الهدم الكثير من اللامبالاة وعدم التفاعل مع الجهد الذي يقوم به رئيسها، وهي عوامل قام أشرف بهاء بتحييدها على الأقل حتى الآن، لكن يجب عليه اجتثاث أقطابها الموجودين في شركته في أقرب وقت.
ويظل الحذر واجبًا في التسرع بإعلان نهاية المعركة التي تخوضها الشركة على جبهات متعددة؛ فما زال الوقت طويلًا حتى يمكن إصدار هذا الإعلان.
ويتبيقى لنا على طاولة الأحداث الدكتور ياسر رمضان رئيس الهيئة الإقتصادية للثروة المعدنية، والمهندس إبراهيم مكي رئيس الشركة القابضة للبتروكيماويات والتي تنتهي فترة ولايته أخر هذا الشهر، ليخلفه المهندس علاء عبدالفتاخ ، في الحلقات القادمة… انتظرونا.
المستقبل البترولي