استنفار داخل شركات البترول ترقباً لوصول سيارة الوزير
تعيش شركات البترول حالة من الاستعداد القصوى، وسط ترقّب دائم لوصول سيارة وزير البترول في أي وقت، بعد توجيهات مشددة عمّمتها الوزارة على مختلف الشركات بضرورة التواجد المبكر للقيادات واستمرارهم حتى ساعات متأخرة من اليوم.
وبحسب ما علمته دبّة النملة، فقد شددت الوزارة في تعليماتها الأخيرة على رفع درجة الانضباط داخل الشركات، والاستعداد الدائم لأي زيارة مفاجئة من الوزير، سواء كانت جولة تفتيشية، أو زيارة متابعة لأحد المشروعات، أو حتى مرورًا عابرًا للاطمئنان على سير العمل.
وتعود وقائع هذا الاستنفار إلى ما نشرته المستقبل البترولي عقب تولي المهندس كريم بدوي، عندما أشارت في أحد تقاريرها إلى أهمية أن تقف سيارة الوزير على باب الشركة مباشرة عند زيارته، وهو الخبر الذي لقي انتشارًا واسعًا وتحول إلى “تريند” داخل القطاع، بعد أن تناقلته عدد من المواقع الصحفية نقلاً عنها.
ومنذ ذلك الحين، بات مصطلح “سيارة الوزير” جزءًا من المشهد اليومي داخل شركات البترول، حيث يحرص رؤساء الشركات ومديرو الأمن والعلاقات العامة على تجهيز بوابات الدخول، وإعادة ترتيب خطوط السير داخل المقرات، وضبط شكل الاستقبال، في حال ظهرت السيارة الرمزية التي باتت مصدر قلق وحافز في آن واحد.
مصادر داخل عدد من الشركات أكدت لـ دبّة النملة أن بعض القيادات باتت تصل إلى مواقع العمل قبل السابعة صباحًا، وتغادر بعد انتهاء فترة الدوام الرسمي بساعات، تحسبًا لأي زيارة غير معلنة، خاصة بعد تكرار جولات الوزير المفاجئة خلال الأسابيع الماضية.
كما جرى التشديد على نظافة المواقع الإنتاجية، واستكمال ما يلزم من تجهيزات شكلية وفنية، بما في ذلك تحديث لوحات البيانات، وإظهار معدلات الإنتاج، وتجويد مستوى الخدمة في المواقع الخدمية التابعة للشركات.
ورغم ما أثاره مصطلح “سيارة الوزير” من حالة استنفار، إلا أن مصادر مطلعة ترى أن الظاهرة تحمل جانبًا إيجابيًا يتمثل في إعادة الانضباط وتفعيل الرقابة الذاتية داخل الشركات، إضافة إلى تحسين استعداداتها بشكل دائم دون انتظار زيارات رسمية معلنة.
وتبقى “سيارة الوزير” – التي بدأت كعنوان صحفي بسيط – نموذجًا على قدرة الإعلام داخل قطاع البترول على تشكيل اتجاهات ومفاهيم تتحول سريعًا إلى سلوك مؤثر داخل الشركات.
وتواصل دبّة النملة متابعة الملف وتطوراته داخل القطاع.