الخميس 20 نوفمبر 2025 الموافق 29 جمادى الأولى 1447

عضويات مجالس الإدارة: وزير البترول يغيّر المعادلة..الشباب في مواجهة الخبرة

1047
المستقبل اليوم

عقد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية اجتماعًا موسعًا خلال الأسبوع الماضي مع قيادات القطاع وعدد من رؤساء الشركات، حيث شهد اللقاء طرح عدد من الرسائل الواضحة حول رؤية الوزارة للمرحلة المقبلة، وفي مقدمتها ملف عضويات مجالس الإدارة داخل الشركات التابعة للقطاع.

وخلال الاجتماع، قال الوزير بأن الوزارة عيّنت بالفعل عددًا من الكوادر الشابة أعضاءً في مجالس إدارات الشركات، موضحًا أن الهدف من هذه الخطوة هو إتاحة الفرصة لهم للجلوس مع القيادات الكبرى لاكتساب الخبرة المباشرة والتعلم من تجاربهم.

وبحسب كلام الوزير، فإن “وجود الشباب داخل مجالس الإدارة يمنحهم فرصة حقيقية لفهم طبيعة العمل واتخاذ القرار، ويصنع جيلًا مستعدًا لتحمل المسؤولية مستقبلًا”.


فى السابق، كان يُنظر لعضوية مجالس الإدارات داخل القطاع باعتبارها مناصب تُسند إلى أصحاب الخبرة الواسعة بهدف تحقيق أعلى استفادة للشركات، وضمان نقل الخبرة وتطوير الأداء.
إلا أن هذا التوجه الجديد يشير إلى تغيير جذري في المعادلة، حيث أصبحت الوزارة تراهن على الدمج بين الخبرات الطويلة والشباب، في محاولة لإعداد صف ثاني قادر على قيادة القطاع خلال السنوات القادمة.


لكن هذه الخطوة أثارت تباينًا في الآراء داخل القطاع:
المؤيدون يرون أن ضخ دماء جديدة داخل مجالس الإدارات ضرورة حتمية، وأن التعلم في بيئة صنع القرار هو أفضل وسيلة لتأهيل القيادات المستقبلية.

بينما يتحفظ آخرون على الفكرة، معتبرين أن عضوية مجلس الإدارة يجب أن تُمنح لمن يمتلك القدرة الفعلية على الإضافة، وأن استخدامها كأداة تدريب قد يقلل من كفاءة المجلس ويحد من مردوده على الشركات.


وفقًا لمصادر حضرت الاجتماع، فإن الوزير كريم بدوي يهدف من هذه الخطوة إلى إعادة تشكيل الهرم القيادي داخل قطاع البترول، بحيث لا تظل المناصب العليا حكرًا على فئة محددة أو أعمار معينة، بل تتسع لاستيعاب الشباب المؤهلين، تحت إشراف القيادات المخضرمة.

وأكد الوزير أن المجال مفتوح أمام كل من يمتلك القدرة والكفاءة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تفعيل دور الشباب داخل مختلف مستويات الإدارة العليا.

ورغم وضوح الرؤية، إلا أن هناك تساؤلات لا تزال مطروحة داخل الشركات:
•هل يتم اختيار الشباب بناءً على معايير واضحة وشفافة؟
•وهل سيتم تقسيم العضويات بين الخبرة والشباب بما لا يخل بالهدف المنشود ؟
•وهل سيحصل الشباب على صلاحيات حقيقية أم ستكون العضوية شرفية بهدف التدريب فقط؟

فى المجمل، يمثل توجه وزارة البترول نحو إدماج الشباب في عضويات مجالس الإدارة خطوة جريئة تعكس رغبة في التجديد وصناعة جيل قيادي جديد.
لكن نجاح هذه التجربة سيعتمد في النهاية على حسن اختيار العناصر، ووضع آليات تضمن التوازن بين الخبرة والطموح، بما يعزز من أداء الشركات ولا يخل به.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط