الخميس 06 نوفمبر 2025 الموافق 15 جمادى الأولى 1447

د محمد عبدالرؤوف يكتب :- السكوت عن الخطأ… فــســاد

315
المستقبل اليوم

السكوت عن الخطأ ليس حيادًا… بل خيانة. وليس أدبًا… بل تواطؤ.
وليس “حكمة” كما يتوهم البعض، بل هو الوجه الآخر للفساد ذاته.

حين نرى الخطأ ونصمت، نُعطي الفاسد رخصة للاستمرار، ونُعطي الشريف رسالة مفادها: “اصمت وإلا ستُؤذى.”
وهكذا يعلو صوت الباطل لأن الصادقين اختاروا الصمت، ويموت الضمير لأننا دفناه بأيدينا تحت شعار “خلّيها تعدّي”.

السكوت عن الخطأ أخطر من الخطأ نفسه، لأن الأول يُؤسس للفساد، بينما الثاني مجرد نتيجة له.
السكوت يخلق بيئة خانقة، يختبئ فيها المنافقون تحت عباءة الأدب، ويتسلل فيها الفاسدون إلى المقاعد العليا تحت شعار “عدم إثارة المشاكل”.

نحن لا نفتقد القوانين، بل نفتقد الشجاعة في تطبيقها.
لا نفتقد الوعي، بل نفتقد الجرأة في قول “لا”.
فحين يسكت العالم خوفًا من فقدان منصبه، يسكت الموظف خوفًا على رزقه، يسكت الشاهد خوفًا على نفسه، تتحول المؤسسات إلى مقابر للصمت، ومسرحيات يُصفق فيها الجميع للجاني لأنهم خائفون من أن يُتهموا بالتمرد!

لقد صار الصمت زينة الجبناء، ومبرر العاجزين، وسلاح المنافقين.
بينما كان الأجداد يقولون: من سكت عن الحق شيطان أخرس، أصبحنا اليوم نُصفّق للشيطان لأنه “ماشي جنب الحيط”!

يا سادة…
الأوطان لا تنهار من كثرة الفاسدين، بل من كثرة الصامتين.
والتاريخ لا يلعن من أخطأ فقط، بل يلعن من رأى الخطأ وسكت.

تكلم ولو مرة…
ارفض ولو همسًا…
قل الحق ولو كلفك ثمنًا…
فالثمن الذي تدفعه من أجل الكلمة، أقل بكثير من الثمن الذي تدفعه أمةٌ كاملة حين تختار الصمت.

فالسكوت عن الخطأ…
هو أول خطوة نحو الخراب.
حفظ الله مصر والمصرين قيادةً وشعبا




تم نسخ الرابط