الإثنين 03 نوفمبر 2025 الموافق 12 جمادى الأولى 1447

مجرد رأي: قراءة في حفل افتتاح المتحف الكبير

298
المستقبل اليوم

تابع الملايين على شاشات التلفاز الحفل المنتظر لافتتاح المتحف المصري الكبير الذي يقع على هضبة الأهرام، في واحدة من أكبر المناسبات الثقافية في العالم. بلا شك كان مكان الاحتفال والطرق المؤدية له غاية في الإبداع، علاوة على كون مبنى المتحف في حد ذاته يمثل إبداعًا هندسيًا غير مسبوق.

الاحتفال بدأ في السابعة والثلث مساء أمس ، وتحولت سماء الاحتفال إلى لوحات فنية بديعة من تشكيلات الإضاءة وأشكال الليزر بتقنيات حديثة جدًا. النظام الداخلي وترتيب الحضور كان متقنًا بشكل لافت، وهو أمر برع فيه المصريون من كثرة ما استضافوا من أحداث عالمية.

ونأتي إلى الحفل الفني والغنائي الذي هو بالتأكيد محط أنظار الجميع. اعتمدت فيه لجنة الإعداد للاحتفال فن الأوركسترا للأوبرا العالمية، وجلبت له فنانين من أكثر من دولة. وفن الأوركسترا هو فن غير مستساغ لدى المصريين أو ربما غير مفهوم لدى الكثيرين منهم، ولذلك لم يجد تفاعلًا شعبيًا مع هذه الفقرة في الاحتفال، بل اتجه المصريون للاحتفال شعبيًا بأنفسهم في الشوارع المجاورة لمكان الاحتفال.

النمط الفكري لدى المصريين تغيّر بقوة منذ انتهاء عصر الملكية في البلاد، وأصبح يميل إلى الفن الشعبي والرقصات الفلكلورية التي تعبّر عن ثقافتهم وطبيعة حياتهم البسيطة، وهذا بالطبع لا تثريب عليه. ولكن في هذا الاحتفال المهيب تحديدًا لم يكن من الممكن اعتماد هذا الفن الشعبي حتى لا تفقد المناسبة هيبتها العالمية بالرقصات الشعبية والفلكلور الذي يعجب عامة الشعب، لأن مستوى الحضور الدولي لا يسمح بذلك.

لذلك تجد أن المصريين لم يتفاعلوا مع الفقرة الموسيقية لهذا الاحتفال، وانتشرت المقارنات بينها وبين احتفالات أخرى.

عموماً، لكل حفل ظروفه وبروتوكوله الذي يحدد معايير تقديم المناسب له، وتحددها طبيعة المناسبة ومستوى ونوعية الحضور. وأعتقد أنه بالإمكان عمل احتفال شعبي آخر يقتصر على المصريين ورئيسهم للاحتفال بتلك المناسبة وتصديرها للعالم كمنتج مصري خالص.

عموماً، مبروك ظهور المتحف إلى النور كوجهة ثقافية عالمية جديدة وصرح جديد على أرض وطن كان وما زال مهدًا للحضارة.
والسلام،
سقراط




تم نسخ الرابط