الجمعة 19 ديسمبر 2025 الموافق 28 جمادى الثانية 1447

مجرد رأي: شركات يدها في مياه باردة؟

133
المستقبل اليوم

لا يمكن إلا أن يتملكك الدهشة وربما بعض الغضب والامتعاض عندما تتابع بعض أخبار الشركات، على الرغم من أنك لا تسمع فيها ضجيج حفارات أو أجهزة إصلاح أو حتى مشروعات تصب في تطوير إنتاجها وتجعلها موجودة على خريطة العمل العام، الذي لا يتحمل شركات وعاملين كل نشاطهم هو مجرد حضور وانصراف.

وعندما تسمع تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة بأن غالبية القروض قصيرة الأجل تأتي لتغطية تكلفة استيراد المواد البترولية، التي تتصاعد كلما تناقص الإنتاج المحلي، ينتابك قلق متصاعد.

وحديثنا لن يكون على إبهامه، ولكن ليكن مثال شركة بتروسيلة حاضرًا في هذا المقام. ولا يمكن أن نحمل رئيس الشركة الحالي المهندس محمد عوض، المسئولية، فالرجل لم يمر أيام على تعيينه رئيساً لها، تلك الشركة التي انخفض إنتاجها من ٣٥٠٠ برميل يوميًا وأكثر إلى حوالي ٢٠٠٠ برميل أو يزيد قليلًا. لسنا في موقف محدد ضد هذه الشركة أو غيرها، ولكن التساؤل الملح: من سمح بحدوث مثل هذا الانخفاض الكبير؟ وما هي أدوات المتابعة السيادية من العديد من النيابات والإدارات؟

كانت المشكلة المتكررة هي وجود مشكلة المدفوعات الخاصة بالشريك، ولكن الأمر الواقع يقول إن هذه المشكلة تتلاشى بوتيرة منتظمة، وأن المتبقي لا يبرر توقف النشاط بمثل هذا الشكل.

لا يمكن أن نعزو هذه المشكلة لكون الشريك مصريًا، لأن هناك شركاء مصريين تحدوا الواقع بالعلم والإرادة والتخطيط السليم لإدارة شركاتهم، ومعالجة مشكلة الانخفاض الطبيعي الحتمي الذي تعاني منه كافة الحقول المنتجة، كما أن الشريك ذاته مستقر في كافة الشركات التي يملكها .

لا يمكن أن نرى زيارات لمتابعة شركات بها مشاكل أقل من هذا بكثير، أو لترضية العاملين في بعضها، ولا تكون الشركات التي توقف بها النشاط بهذا الشكل على جدول الزيارات الوزارية، أو استدعاء قيادات هذه الشركات لمعرفة خططهم والأسباب الحقيقية لتوقف النشاط بهذا الشكل، ووضع خطة صريحة للمستقبل، وإن تطلب ذلك اعتمادها في جمعية عمومية.

هناك إشكالية في هذا المناخ الغريب، في تضاد يكشف عن شركات تكافح لتقتنص استثمارات داخلية وخارجية مثل بتروجت وصان مصر، وتبدو وكأنها في صراع للبقاء، وهو أمر يدعو للاحترام، بينما هناك شركات تسير لا تلوي على شيء سوى الحضور والانصراف والحصول على كافة الاستحقاقات والامتيازات.

استمرار مثل هذه النماذج بهذا الشكل، فلا تستغرب عندما تؤجر هذه الشركات مقارها كقاعات أفراح.والسلام،،

#سقراط




تم نسخ الرابط