مجرد رأي: صور سيدات مصر من الواقع للزي الفرعوني
بالتأكيد تأتي مناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير مناسبة وطنية وعالمية من الطراز الأول. فالعالم يملؤه الشغف بكل ما يتعلق بالتاريخ المصري القديم، حتى أصبح علم المصريات من أكثر العلوم انتشارًا وصعوبة، ينال فيه الباحثون أعلى الدرجات العلمية.
وتحتل المرأة المصرية مكانة بارزة في تلك الحضارة، حيث حفلت بالملكات صاحبات الشهرة العالمية، وكذلك بوجودها في مختلف الأعمال الفنية التي توضح أهميتها كزوجة وأم وعاملة.
وإذا دققت في فنيات التصوير والنحت لشكل المرأة المصرية القديمة، تلاحظ الأناقة والجسد الممشوق، وعدم الاعتلال، والطول الفارع، واليد الممدودة بالخصب والنماء ورعاية الزوج والأطفال.
هذه هي تقريبًا محددات شكل المرأة في تلك العصور القديمة.
والغريب أن الأزياء التي اشتهرت على أسطح المعابد والتماثيل ما زالت تدخل حتى الآن في خطوط الموضة العالمية.
عاشت المرأة المصرية عصورًا وأجيالًا بعد هذا التاريخ، واختلطت الدماء والأنساب، وكان للمرأة أدوار كبيرة في التاريخ المصري منذ قرون بعيدة، من حكم شجرة الدر وصولًا إلى صفية زغلول ونبوية موسى وملك حفني ناصف (باحثة البادية) أول من نادت بالمساواة، وهدى شعراوي وأم كلثوم.
كلّهن قامات كبيرة كان لهن تأثير في حركة التاريخ المصري القديم والمعاصر، فكنّ قيادات للتحرر وطلب العلم والفن والثقافة، وخرجن إلى العالم بأفكار ومواهب جديدة.
وإذا كان تاريخنا القديم مسرحًا للحرية والإبداع، فإن الحاضر قد شابته غيوم التطرف والعزلة الدينية والرغبة في العودة إلى عهد الحريم من جديد، في ظواهر تحكمت فيها الاتجاهات السياسية بقوى المجتمع ورغبته في التقدم.
والموضوع بالطبع يطول شرحه، لأن له جوانب كثيرة ومتعددة، ولكن لا يجب أن ننسى في هذا المحفل الهام سيدات عظيمات قدمن لقطاع البترول الكثير من جهدهن وعلمهن، وكنّ بالفعل أيقونات لامعة في سماء العمل البترولي على مدار تاريخه، بداية من ثريا لبنة، وسناء البنا، وآمال خليل، ونفرت كمال، وإيمان عرفي، ونجوى إبراهيم، وثريا حماد، وألفت عزت، وصولًا إلى أمل طنطاوي، ورشا رمضان، وإيمان العجوز.
كلهن كوكبة من نساء مصر العظيمات، حفيدات الملكات اللائي ما زالت صورهن وتماثيلهن تعيش معنا منذ آلاف السنين، وما زلن حاضرات ومؤثرات في تاريخنا المعاصر، شاهدات على عظمة المرأة المصرية في كل العصور.والسلام،
#سقراط