الإثنين 27 أكتوبر 2025 الموافق 05 جمادى الأولى 1447

شخصيات: عمرو المصري.. نموذج لقيادات المستقبل

524
المستقبل اليوم

من أهم أهدافنا هو إظهار الحقيقة والأحداث، ولكن ليس بالضرورة أن تكون سلبية على طول الطريق، فهناك حقائق ونماذج ناصعة البياض ومشرقة لا تأخذ حقها في التعريف بها.

عمرو المصري، مدير عام العلاقات العامة بشركة أوسوكو، هو واحد من هؤلاء. فهو يمثل جيل الوسط في القطاع، ذلك الجيل الذي عاصر الكثير من الأحداث والمشكلات، خاصة بعد أحداث عام 2011، في واحدة من أصعب الفترات التي مرت على قطاع البترول.

عمرو المصري هو نجل أحد القيادات السابقة في الشركة العامة، ويبدو أنه تربى على أخلاقيات وقواعد تلك المدرسة العريقة وتشبع بها. كان دائمًا من الموازين الهامة في شركة أوسوكو خلال أحلك أوقاتها، منذ أن كانت تعاني خطر الإغلاق بعد مغادرة شريكها، وأصبحت الشركة وقتها في مهب الريح بالفعل.

لقد كان العمل النقابي الذي قام عليه أحد إرهاصات نضجه المبكر وثقة العاملين فيه، فهو من النقابيين القلائل الذين حظوا بثقة العاملين والقيادات في وقت واحد، وهو دور في منتهى الصعوبة. وبالفعل، استطاع مع العديد من القيادات أن يعبروا بسفينة أوسوكو إلى بر الأمان، حتى أصبحت اليوم من كبريات شركات الهيئة.

تخلى عمرو المصري عن موقعه النقابي بعد أن أصبح في مصاف الإدارة العليا، وتقلد مؤخرًا منصب مدير عام العلاقات العامة والحكومية بالشركة.

وعندما نرى أن هناك نماذج لم تكن تستحق أن تتقلد مناصب الشؤون الإدارية في بعض الشركات، فإننا نتعجب من عدم الالتفات إلى تلك النماذج المشرقة والمضيئة التي تعج بها شركاتنا، وعمرو واحد منها. ربما تكون الصورة مزدحمة أو غير واضحة أمام صانع القرار، وهنا يأتي دورنا لإلقاء الضوء على تلك النماذج لتكون في محط أنظار القيادة لإعداد قيادات المستقبل.

علينا أن نبني صفًا ثانيًا من قيادات الشؤون الإدارية تمرّس في العمل العام، وأثبت هدوءًا واتزانًا في التعامل مع أصعب الأمور. وعمرو المصري نموذج صريح لتلك الشخصية التي استطاعت أن تحوز ثقة جميع القيادات التي عملت معها، فضلًا عن خبرته العميقة في التعامل مع الأفراد حتى في أصعب الظروف وأكثرها حساسية.

نحاول إظهار هذه النماذج الناضجة والناجحة، حتى وإن كان ذلك على غير رغبتهم، لتكون تحت نظر صانع القرار للاستفادة منهم وتصعيدهم إلى مواقع المسؤولية، خصوصًا في مناصب الإدارة الإدارية التي تحتاج إليها كثير من الشركات في الوقت الحالي.

بهؤلاء سيستمر قطاع البترول في أداء دوره، وسيكون لزامًا علينا أن نعطيهم الفرصة ونساندهم، حتى يكونوا بالفعل قيادات المستقبل، ونثبت أن قطاع البترول لن يكون عقيمًا أبدًا.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط