مجرد رأي: ماذا حدث لأهل السويس؟

أثار مقطع متداول بكثرة خلال الساعات الماضية، يصوّر رجلًا مفتول العضلات يتعدّى على عجوزٍ مسنّ بالصفع على وجهه. وجاءت المعلومات لتفيد بأن الواقعة حدثت في محافظة السويس، وأنها -على ما يبدو- خلاف على إخلاء سكنٍ بالإيجار.

وأيًّا ما كانت الأسباب، فالمقطع بالفعل مفزع ومثير للغضب، وخاصةً أنه يأتي من محافظة مثل السويس، التي اشتهرت على مرّ تاريخها بالرجولة والتضحية، والسبق في الدفاع عن البلاد ضد العدوّ الرابض على حدودنا.
قصص السويس في الفداء كثيرة ومُلهمة، لكن أن ينتهي الحال بهذه المحافظة العريقة إلى مثل هذه الأخلاقيات، فهذا أمر يدعو إلى الدراسة والتأمل.

ما حدث ليس إلا امتدادًا لتوجّهٍ مجتمعي عام يرى أن كبار السنّ عقبةٌ في طريقه، وأنهم يزاحمون الشباب في سبل الرزق والمعيشة. وهذا أمر مستغرب حقًا! فهل المطلوب أن نتخلّص من كبار السن كما نتخلّص من النفايات؟!
ما هذه الأخلاقيات؟ وماذا يظنّ من هم أصغر سنًّا؟هل يعتقدون أن قطار العمر متوقف عندهم؟!

العكس تمامًا… فالعمر يسير بهم بسرعة ربما تفوق قطار الماضي، وسيرون أنفسهم شيوخًا في عداد سنوات قليلة.

ما حدث يعبّر عن شعورٍ عامٍ مؤسف افتقدنا فيه قيم احترام الكبير وتوقير الشيوخ، حتى في أنظمة العمل نراها في انطلاق الصيحات ضد شيوخ المهنة وكبارها.

لم أكن أتوقع أن أرى هذا الحادث المفزع في محافظة السويس تحديدًا، قلعة الصناعة البترولية في مصر، ورمز الصمود والتحدي وشرارة الحرية على مرّ تاريخها.

علينا أن نراجع أنفسنا، وأن يهدأ جيل الشباب والوسط قليلًا، فليس هكذا تُورد الإبل. وإن استمروا على هذا الحال، فلن يهدأ لهم بال، ولن يهنأ لهم عيش طوال عمرهم، لأن أمور الدنيا كلها بمقدار.

والله عيب، وألف عيب.والسلام،

#سقراط