الجمعة 10 أكتوبر 2025 الموافق 18 ربيع الثاني 1447

شركات عليها الدور بعد بدر الدين

4258
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لم يلاحظ الكثيرون ارتباط ما حدث بشركة بدر الدين بموضوع نشرناه في نفس ذات اليوم من الأسبوع الماضي تحت عنوان (حركة الشركات الكبرى). وعليك أن تعيد قراءته لتعرف كيف رسمنا تصوراً للخطوات الموضوعة بخصوص الشركات الكبرى أو بمعنى أصح التي كانت كبرى.

هذه الشركات بالفعل أصابتها الشيخوخة وعدم الاكتراث في الإدارة، وهو وضع طبيعي لازدحامها بمشاكل العاملين في ظل تراجع الإنتاج والنشاط العملي والفني بشكل كبير.

هنا نوضح أن بدر الدين ليست باكورة هذه الخطة وإنما هي البداية التي لابد أن يتبعها خطوات وإجراءات أخرى إذا كنا نبحث عن الأمل في استمرارية هذا القطاع. وأشرنا بوضوح أن البحث عن الحلول لا يمكن أن يكون بطريقة الهروب للأمام، أي الاكتفاء بالاهتمام برقم إنتاجها فقط.

كما أن تغيير شاغل منصب رئيس الشركة لن يكون هو الحل الوحيد، وإنما يلزمها إعادة تدوير كاملة في شكل الإدارة ونوعية الاستثمارات بها. وكانت بدر الدين مثالاً حياً وواقعياً لكل ما ذكرناه، ولكن يبدو أن الحلول مازالت تنصب على تغيير منصب رئيس الشركة فقط حتى الآن.

سيكون من المناسب تنفيذ إجراءات جذرية تُحسب لهيئة البترول بمناسبة التغييرات القادمة في العديد من الشركات الكبرى مثل بتروبل و نوربيتكو، وكل الشركات التي سيخلو فيها منصب رئيس مجلس الإدارة، والتي يجب أن يحدث معها عملية إعادة تدوير كاملة لأعضاء مجالس إدارات هذه الشركات وغيرها.

والأهم من كل هذا هو تحديد خطة عمل واضحة للقيادات الجديدة في حدود ما هو متاح من إمكانيات، ودراسة عناصر الاستثمار المتوقفة، ورفع تقارير سريعة بها لعرضها على لجنة عليا تحدد كيفية التعامل مع موقفها والمردود الاقتصادي منها، حتى ينعكس ذلك في قيمة مدفوعات الشريك المقترحة.

وهنا ننوه أن الشركات الصغيرة أيضاً يجب أن تأخذ نصيباً من الاهتمام، خاصة في قيمة المدفوعات، حتى نعيد النشاط إليها. فهي بالفعل تحتاج إلى إعادة تدوير لقيادتها بشكل سريع مثلما حدث في شركة العلمين، وتبدو شركة الواحة أيضاً مرشحة بقوة لهذا التغيير السريع لاستعادة الانضباط.

وهناك شركات أخرى اختفت عن الأنظار تماماً مثل الحمرا أويل وجنوب الضبعة وغيرهما، والتي يتوجب إرسال لجان إليها لمتابعة أنشطتها وتقييم ما تقوم عليه حالياً من أعمال، وما تحتاجه من تمويل سريع أو طارئ.

خريطة الشركات ليست خريطة إنتاجية فقط، ولكنها خريطة قيادة وبنك أهداف. وإذا أفلس هذا البنك أو أصبح معدوم الرصيد فهذا ناقوس خطر يدق بعنف في جنبات هذا القطاع، وعليكم الانتباه جيداً لذلك.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط