تحركات سيارة الوزير والحركة المرتقبة !

بالفعل، هناك حركة دائبة لسيارة الوزير، وهو يستقلها متجولاً بين شركات القطاع، وقد أثبتت تلك الزيارات أن التواجد في مقار الشركات الرئيسية يكون ذا فائدة أكبر من الزيارات البروتوكولية للحقول. ففي هذه المقار تظهر المشكلات الاستراتيجية التي تؤثر على سير العمل وحركة الاستثمار.
ويبدو أن زيارة الوزير لشركة بدر الدين تحمل معاني أكثر من كونها زيارة لمتابعة سير العمل، فعندما يصل الوزير إلى مقر الشركة ولا يجد أحداً من قياداتها، قد يبدو الأمر طبيعياً نظراً لوصوله وعقارب الساعة تقترب من السادسة مساءً. لكن الإصرار على التواجد مرة أخرى في الصباح الباكر ينبئ عن وجود شيءً ما داخل هذه الشركة.
وإذا كنا قد أعطينا شركات المهندس صلاح دياب حقها الإعلامي كونها إحدى الشركات الوطنية الكبرى التي تستثمر في القطاع، فإن ذلك بالطبع لا يخفي استغرابنا مما يُقال عن توقف ضخ الاستثمارات في هذه الشركة الكبيرة، رغم علمه التام بحرص الوزير الدائم على مراعاة حقوق الشركاء، والتنسيق الدوري الذي يقوم به مع رئيس الحكومة ومحافظ البنك المركزي، علاوة على السياسة الجادة التي تنتهجها الحكومة في السداد ضمن خطة مدفوعات واضحة.
وإذا كان هذا هو الوضع في الشركة، فيبدو أن التغييرات التي قامت بها مجموعة شركات بيكو بالاستعانة بقيادات سابقة ومخضرمة في القطاع قد أثمرت عن ما يعرف بالتشدد الواضح، والذي أصبحت معه الملكية أكثر من الملك كما يقال.
ولا أعلم سبباً واضحاً أن ينضم مسئولين إلى هذا التوجه، فإن ذلك يُحدث خللاً استراتيجياً في مصالح الهيئة والدولة في تلك الشركة الكبيرة، ما يستوجب معالجته فوراً وبدون تأخير.
ربما يقرأ البعض هذا المشهد بأنه تقدمةً لتغيير مرتقب ، رغم علمي وإيماني بقدرة المهندس أشرف عبدالجواد على إدارة الأمر بحكمة ، فهو ليس جديداً فى العمل مع الشركاء، فقد عمل مع شركاء أكبر وقت أن كان رئيساً لشركة قارون ، لكن من الواضح أن هناك خطة داخل الوزارة في ما يتعلق بالقيادات وأنا لا أعلمها.
لكن الرسالة يجب أن تكون واضحة هذه الأيام لكل القيادات، وهي أن الوزير ورئيس الهيئة لهما نهج مختلف عن السابق، وأن الزيارات التي كنا أول وأخر من نادى بها بدأت تتخذ شكل مكثف يترتب عليه محاسبة وربما تغيير ، وهذا قد لا ينطبق على بدر الدين خاصةً، لكنه حتماً سيطول كثيرون فى المرحلة المقبلة، وعليكم بإنتظار الحركة.
المستقبل البترولي