الثلاثاء 07 أكتوبر 2025 الموافق 15 ربيع الثاني 1447

مجرد رأي: بصراحة..في ذكرى الزعيم

437
المستقبل اليوم

مرت ذكرى وفاة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وكأن الشعب لم يعد يتذكره. بعض المراسم الرسمية وانتهى كل شيء. هذا الزعيم ربما لا يعرف عنه جيل (Z) الكثير سوى اسمه. حداثة التكنولوجيا لم تشفع في انتشار اسمه وإنجازاته.

كان رجلاً قومياً لم يخلُ من النخوة العربية والعسكرية المصرية. كان عاشقاً لطبقات الشعب الكادح لأنه منهم. كان عصره هو عصر الإنجازات بحق؛ ففيه انطلقت شرارة إنشاء القطاع العام وبناء السد العالي، الذي نتغنى به حالياً بعد أن حافظ علينا من مؤامرات الأحباش. كان عصره أيضاً عصر ازدهار الصحافة والفن والتعليم، وإن لم يخلُ بالطبع من سلبيات، إلا أن اعتبارها كان في إطار المحافظة على مقدرات هذا البلد الكبير من العملاء والإخوان.

كانت مقالة أستاذ الصحافة محمد حسنين هيكل (بصراحة) في جريدة الأهرام تهز مصر كل صباح. كل كلمة وحرف فيها كان كفيلاً بإقالة قيادات وتغيير واقع مجتمعي وسياسي. كانت مقالة (الأستاذ) بمثابة محاضرة يمكن تدريسها لطلاب الجامعة في لغتها ومضمونها. الجميع كان يقرأ وينصت لما يقوله (الأستاذ)؛ فهو قامة وفكر وموسوعة لن تتكرر في تاريخ الصحافة.

وأتعجب من هذه الأيام التي يواجه فيها أي رأي أو نقد في موضوع أو مقال بالسباب وتجييش الموظفين والمرتزقة للرد بأفحش الألفاظ. أصبحت الناس تمقت الرأي الآخر وتعتبره نوعاً من قطع الأرزاق وكشف المستور. تغيرنا كثيراً وأصبحنا نتشاحن على الهفوات وتوافه الأمور.

ولذلك تبقى ذكرى الزعيم في مكان عالٍ بعيداً عن هذه المهاترات والأخلاقيات، وتظل إنجازاته حاضرة مهما تراكم عليها تراب النسيان وزحمة الحياة المعاصرة.

رحم الله الزعيم الكبير جمال عبد الناصر، الزعيم الوحيد الذي مات بسبب الحزن من أخلاقيات الخذلان وخيانة العهد والضمير العربي.والسلام،،

#سقراط




تم نسخ الرابط