الإثنين 29 سبتمبر 2025 الموافق 07 ربيع الثاني 1447

ماذا يحدث في بترونفرتيتي؟

1908
المستقبل اليوم

نجاح شركات القطاع، وخاصة ما يختص منها بالإنتاج، هو المقياس الحقيقي لعافيته ونمو اقتصاده. وبالطبع فإن اقتصاد القطاع يُعد جزءًا أصيلًا من اقتصاد الدولة، وعندما يتعافى فإن ذلك ينعكس إيجابيًا بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني.

وتعافي اقتصاد البترول يأتي أساسًا من زيادة الإنتاج وخفض التكلفة، لأن إنتاجًا باهظ الثمن لا معنى له. فقد وقعت في هذا الخطأ سابقًا شركات مثل “العلمين”، وكانت نتائجه وخيمة على شركاتنا الوطنية (ثروة) التي تمتلك استثمارات في هذه الشركة.

وشركة بترونفرتيتي تُعد من الشركات الجديدة نسبيًا في القطاع، والتي كان يُعوّل عليها الكثير في تنمية إنتاج الزيت الخام في الصحراء الشرقية وخليج السويس. وكان لتأسيسها قصة مؤثرة مع شريكها الحالي الذي تخلى عن حقول شركة بتروزيت العريقة ليركّز استثماراته في حقول الشركة الجديدة، والتي كانت نتائج اختبارات آبارها تنبئ بمستقبل واعد.

لكن يبدو أن هناك خللًا ما في منظومة تشغيل هذه الشركة؛ فارتفاع تكلفة الآبار ونتائجها السلبية يضعان على كاهل الدولة ملايين الدولارات بلا مردود، ويكرران نموذجًا سلبيًا ذهبت فيه منافع الآبار الجديدة أدراج الرياح نتيجة ارتفاع التكلفة بشكل باهظ. وهو الأمر الذي أثار استياء رئيس الهيئة الذي عبّر عن انزعاجه من هذا الوضع بشكل واضح خلال جمعية الشركة الأخيرة.

إن ارتفاع تكلفة حفر الآبار أو عدم القدرة على إنتاج الزيت الخام منها نتيجة أخطاء جيولوجية أو فنية مرض خطير يضرب أي شركة ويجعلها قنبلة موقوتة في حقيبة هذا القطاع، بإنتاج تزيد تكلفته عن قيمته. واستمرار اعتماد الشركة على كوادر من خارجها أمر يجب إعادة النظر فيه وبسرعة، كما أن تقييم أماكن الحفر الجديدة والاحتياطي المتوقع منها يجب أن يكون واضحًا ووفق دراسة فنية واقتصادية وافية تناقشها الهيئة تفصيلًا.

الحزم مع المقاولين يجب أن يكون سيد الموقف، فلا معنى لتوقف جهاز حفر لأكثر من أسبوع انتظارًا للإصلاح. وكان الهدف من إلحاحنا على صدور حركة العمليات هو تلافي تلك الملاحظات تحديدًا، لأنها مشاكل قاصمة، ولم يعد هناك الآن مبرر لحدوث مثل هذه الأزمات بهذه الصورة، وإلا فأين دور مدير العمليات بالشركة؟

وإذا كانت الصورة ليست جيدة على عمومها، فإن هناك خطوطًا إيجابية يجب الإشارة إليها، يرسمها مدير عام الشؤون الإدارية بالشركة السيد محمد والي، الذي يولي العاملين بالشركة رعاية فائقة ويتعامل معهم بمنظور متحضر يستحق عليه كل تقدير واحترام، لأن ضبط العمل الإداري وجودته لهما تأثير مباشر على سير العمل.

وربما نرى سيارة الوزير أو رئيس الهيئة تتوجه إلى حقول هذه الشركة لمتابعة وتيرة العمل عن كثب والوقوف على أوجه القصور، أو ربما يكون هناك تدخل دراماتيكي من القاهرة، وهنا سيكون القرار عنيفًا لإعادة الحياة إليها من جديد.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط