الخميس 18 سبتمبر 2025 الموافق 26 ربيع الأول 1447

صباح الخير والسلامة يا أهل السلامة،

131
المستقبل اليوم

لا يوجد في الحياة ما هو أثمن من السلامة. تأتي الدعوات بالسلامة من كل سوء، فالسلامة هي الجائزة الكبرى بعد كل سفر، وكل مشروع، وكل جهد وعمل. “حمدًا لله على السلامة” كلمة جميلة تحمل في طياتها كافة معاني الامتنان للواحد بغنيمة السلامة.

هل أدركتم الآن كم أنتم مهمون في حياتنا؟ أرواحنا رهن ما تبذلونه من جهد لتطبيق قواعد الأمن والسلامة بكل حب، لا عنف أو تربص.

إجراءات السلامة ليست عقابًا، ولا هي مرادف لتعطيل وتيرة العمل، بل هي الغلاف الحامي من غدر الإهمال، وهي من تروض توحش الآلات والمعدات التي بين أيدينا. أعينكم ساهرة، وأسماعكم مرهفة لكل حدث وحركة، فهذا قدركم وهذا عملكم.

لا تنسوا أن العام الماضي كان عامًا عصيبًا، حدثت فيه نوائب كارثية فقدنا فيها أرواحًا بريئة. وإذا كانت المسئولية غابت، فلا يمكن أن تمر هذه الحوادث بغير دروس وأعراف جديدة للتعامل مع هذه الأنشطة.

ندرك الكثير من التبريرات التي تسوقونها بأن رئيس الشركة هو من يطلب التغاضي لأن همه الأول زيادة الإنتاج. نعم، زيادة الإنتاج مهمة وهدف أساسي، ولكن حادثًا واحدًا يطيح بكل مغانم زيادة الإنتاج، علاوة على أن هناك جهات أعلى يمكن الاحتكام إليها بدون حزازات أو مشاحنات مع رئيس الشركة.

وما زالت مشاكل البيئة تمثل هاجسًا وصداعًا مزمنًا في الكثير من شركاتنا. هناك شركات صغيرة استمرأت قذف آلاف البراميل من المياه الملوثة في صحراوات مصر الجميلة العامرة بالحياة البرية. لم نراعِ قوانين ولا أعراف، والأدهى أن تلك المناطق هي الظهير الصحراوي لأجمل بقاع الدنيا السياحية على الساحل. نحن نشير الآن، وعليكم توفيق أوضاعكم، وسنفتح هذا الملف تفصيلًا إذا لم تتخذوا إجراءات سريعة تجاه هذه المشكلة الكبيرة.

من لا يريد تطبيق قوانين البلاد فلا يستحق شراكة الإنتاج معنا. هذا قليل من كثير، والسلامة ملف كبير ومثقل بالمشاكل والتحديات، ولكننا عند رأينا عذرًا في إقالة أي مسئول سلامة تتعرض شركته لحادث يقع فيه ضحايا، فهذا أقل ما يجب اتخاذه لتصحيح الأوضاع بسرعة في تلك الإدارة المحورية، مع إيماننا بوجوب إعطاء كامل الصلاحيات للمسئول عنها.

أما موضوع إدارة سلامة العمليات، الذي بزغ منذ فترة قصيرة، فقد انزوى بنفس السرعة التي بزغ بها لأسباب غير مفهومة.

صباح السلامة لكل أبنائنا العاملين في قطاع البترول في كل مكتب وحقل ومصنع، ونرجو ألّا نخسر الرهان معكم على من هم مسئولون عن سلامتكم.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط