الخميس 18 سبتمبر 2025 الموافق 26 ربيع الأول 1447

وائل مقلد يكتب : الساعى بين الطموح والنهم

169
المستقبل اليوم

خلق الله السموات والأرض فى حركة دون السكون  وخلق سبحانه وتعالى الإنسان فى نمو وتطور منذ ولادته وحتى وفاته ، حتى قبل ولادته وقبل ان يكتمل تكوينه و يبث فيه الروح ، التطور من مضغه لعلقه ثم عظام إلى اكتمال الخلق وتدب فيه الروح ويكتمل تكوينه ويخرج للدنيا من بطن أمه بالولادة ليصبح جنينا ثم رضيعا ثم طفلا ثم شابا حتى اكتمال مراحل العمر .
ليس الإنسان وحده من يتطور ويكبر والنبات والحيوان كذلك ، هذه سنة كونية للتطور والنمور من البدايات والصغر للاكتمال والقوة والكبر .
لو تأملنا أيضا تطور الحياة فى الأرض من بدائية الحياة وما مرت به المعمورة من تطور فى المعمار والصناعة والزراعة والبنيات وما نلمسه من تطور علمى وتكنولوجي لادركنا ان التطور والتقدم والازدهار سمة من سمات الكون فما بالكم والإنسان سيد الكون خلقه الله لعبادته وسخر الكون له يبنى ويعمر فكان لابد من طموح ورغبه فى ذلك وهنا  يسعى الساعى فى هذه المعمورة لتحقيق أهدافه والوصول لغاياته والاستمتاع بالنعم ولكن لابد أن نفرق بين الطموح والنهم.
الطموح هو الرغبة العميقة بداخل النفس البشرية لتحقيق الأهداف والنجاح والتفوق وغير ذلك مما تشتهيه النفس البشرية على النطاق الشخصى أو الأهداف الخاصة بالمجتمع المحلى أو الدولى وعلينا أن نتخذ من الدين والقانون إطارا و سياجا لكى يكون الطموح مشروعا
والا نصبح أسرى لرغبات الشيطان ، الطموح المشروع قد لا يكون له سقف ولكن ما يميزه الرضا واليقين بأن الخير فيما يقدره الله وما على الإنسان إلا السعى والأخذ بالأسباب
اما النتائج فكلها لما يقدره الله واستمرار السعى من سيم الإنسان المطوح الذى يتحلى بالصبر والأمل والتفاؤل يتحرك مستعينا بالله يجدد المحاوله ويطور افكاره وقدراته متمسكا بمبادئه ، حد الكفاية عنده موجود ولو زادت تطلعاته فهذا أمر محمود لأن الحمد موجود 
الإيجابية طبعه وغالبا ما يكون شخصية قيادية آليات الوصول مشروعه يراعى حقوق الآخرين وطموحاتهم ورغبتهم في النجاح والتفوق .
أما النهم فهو المولع بالشئ ولا يكفيه شئ قد تمتلئ البطون ولا تشبع النفس  
يسعى لا يكفيه ما يصل ايه ويستمر مهرولا مفرطا فى رغباته وشهواته ليس عنده حد كفايه كحب المال والتملك وغيرها وما نخشاه من النهم أن صاحبه قد تدفعه رغباته وشهواته للسعى لتحقيقها دون مراعاه لمشروعيتها أو مشروعية الوصول ولا حقوق الآخرين لكن هناك من النهم نوع ايجابى كالمنهوم بالعلم والمعرفة من ليس عنده حب كفاية .

الطموح المشروع يبنى انسان وأسرة ودولة وحياة، اما النهم لا يبنى شئ حتى صاحبه .




تم نسخ الرابط