الأحد 10 أغسطس 2025 الموافق 16 صفر 1447

مجرد رأي…معتز عاطف والحديث عن شركة قارون

631
سقراط
سقراط

حركة التنقلات الأخيرة لم تكن مجرد حركة تبادلية لبعض القيادات، ولكنها كانت حركة ذات أبعاد سياسية وإدارية لها مدلولها. وتكليف المهندس (معتز عاطف) بشغل وظيفة المدير التنفيذي لشركة خالدة له توجهات عميقة نحو تعديل سير وطريقة العمل في الوزارة وكذلك في شركة خالدة.


رئاسة شركة خالدة تحديداً ليست نزهة أو ترضية، لأنها واقعياً وعملياً أكبر شركة إنتاج في مصر، ولا يمكن أن تكون عرضة للتجربة أو المغامرة أو المجاملة على حساب الصالح العام. ويجيء هذا الاختيار على خلفية ومعايير محددة يراها الوزير في قدرات المدير التنفيذي الجديد الفنية على التعامل مع ظروف هذه الشركة والصعوبات التي تواجهها، وكذلك ـ وهو الأهم ـ طريقة التعامل مع الشريك الأجنبي وإقناعه بزيادة استثماراته بخبرة العمل في الشركات الدولية.

وسيكون أول ما يواجهه معتز عاطف هو مواجهة بعض التوجهات التي تحاول فتح ملف الدمج بين شركتي خالدة وقارون ونتائجه، التي أرى أن طريقة وتوقيت فتح هذا الملف لا تتناسب مع أهمية هذا الموضوع وتفاصيله. فعملية الدمج استغرقت سنوات من الدراسة، وصدرت بقانون من البرلمان، وصدر عنها اتفاقيات وشروط محددة تمت دراستها بدقة من خلال لجنة الطاقة بمجلس النواب، وأقرتها الهيئة الاستشارية بمجلس الدولة، ولم تواجه معارضة من الجهات الرقابية. وأفردنا لها مساحة كبير عبر موقعنا وحلقتين كاملتين في حكاوي علام ، وبالتالي، فإن محاولة إظهارها كقضية في الوقت الحالي بدون وجود مستندات أو دراسات وتقارير محددة يعتبر نوعاً من الكلام المرسل. ولكن مع ذلك، فهذا الموضوع تحديداً يفتح سبيلاً للنقاش للنظر في تقديرات الموقف الحالي بعد عملية الدمج، وتتركز في جودة الهيكل التنظيمي الجديد الذي أظهر معاناة كبيرة لكثير من العاملين بالشركتين، وأيضاً قدرة مجلس الإدارة المعين الحالي على التوافق مع الإدارة التنفيذية في إدارة دفة الأمور بالشكل الصحيح، وكذلك مدى النجاح في خفض تكلفة الإنتاج، وخاصة في تلك المناطق التي كانت تتبع شركة قارون في السابق ذات التكلفة التي فاقت أي تصور، وكانت سبباً في معاناة الشريك ورغبته في دمجها في عباءة خالدة الكبيرة، وخاصة تكاليف الرفع الصناعي للآبار.

كذلك يجب إعادة تقييم مدى النجاح في إعادة الانضباط إلى إدارة المناطق الخاصة بشركة قارون، وهل استطاعت الإدارة بشكلها الجديد تجاوز هذه الظروف وتغييرها.

لا شك أن (معتز عاطف) أمامه مرحلة هامة وصعبة في حياته المهنية، والتي يعود فيها إلى تخصصه الفني الذي بزغ فيه اسمه في الشركات الدولية التي عمل بها، وها هي الفرصة قد حانت لتظهر قدراته الفنية والإدارية في أحد أكبر شرايين البترول الذي يمد جسد القطاع بالحياة. وإذا كانت خالدة شركة كبيرة فمشاكلها أيضاً كبيرة، وتتطلب نوعاً مميزاً ومبتكراً في الإدارة والغوص في تفاصيلها وحل مشاكل العاملين، وإزالة حالة الشد في الإدارات المختلفة بعيداً عن سياسة التعامل الإعلامي مع العناوين والمفردات اللغوية.


هي مرحلة فاصلة بالفعل في حياة هذه الشركة ومستقبلها، ورافد آخر للتعامل مع تجربة الاستعانة بالخبرات الدولية في منظومة الإدارة في بلادنا وقدرتهم على التعامل الجاد والمثمر مع الشركاء العالميين من منظور آخر هم على دراية به لعملهم السابق في مثل هذه الشركات، وسيكون التقييم بشكل واقعي وفعلي بناءً على ما يتحقق من نتائج.

نتمنى أن نرى جديداً في الأفق يتناسب مع أسماء هذه القيادات اللامعة وهذا التغيير المحوري.
والسلام، #سقراط




تم نسخ الرابط