الأحد 10 أغسطس 2025 الموافق 16 صفر 1447

مروه عطيه تكتب... لعل الخير يكمن فى الشر

283
المستقبل اليوم

تعلمنا الحياة فى كثير من مواقفها أن مايبدو لنا شرا مطلقا قد يخبئ فى طياته بذور خير لا نتبينها الا بمرور الوقت، تلك الحقيقة العجيبة اوجزها المثل القائل: "رب ضارة نافعة"... او كما يرد فى بعض الحكم القديمة: "قد ينبت الورد على حواف الجراح".
ففى رحلتنا مع الحياة نصادف مواقف قد تبدو فى ظاهرها كوارث أو محم فنشعر وكأن الأرض قد ضاقت علينا بما رحبت ولكن الزمن يكشف لنا أن ما اعتبرناه شرا كان فى الحقيقة بداية لخير عظيم.
وكثير من حكايات البشر تؤكد أن الألم قد يكون هو المعلم الأكبر وأن الخسارة قد تمهد الطريق نحو المكاسب الحقيقية، فمثلا التغييرات الوظيفية المفاجئة كثيرا ما تشبه حركة الرياح التى تقتلع الشجرة من تربتها فتجبرها على التجذر فى أرض أخرى أكثر خصوبة، نعم... لحظة الاقتلاع مؤلمة لكن جذور الشجرة فى موضعها الجديد قد تصل إلى مياه أعمق.
حتى فى صفحات التاريخ نجد كثيرا أن المحن وربما الصدف قد قادت البشرية إلى قفزات كبرى ويكفى أن نتذكر أن يوسف عليه السلام حين أخرج من بيته وألقى فى البئر ثم بيع عبدا كان ذلك الشر الظاهر هو الباب الذى قاده ليكون وزير عرش مصر.
أما فى تراثنا الشعبة فنجد حكما تؤكد هذا المعنى مثل قولهم " الريح اللى توديك ما تردكش" اى أن الحركة التى تدفعك للأمام حتى لو لم تكن باختيارك قد تكون بداية خير.
إن الفارق بين من يرى الخير فى الشر ومن يظل اسير المرارة هو الصبر والبصيرة فالتغيير المفاجئ فى المسار قد يتحول إلى فرصة ذهبية إذا تعامل الإنسان معه بعقل متفتح وإيمان بأن الأقدار لا تأتى عبثا.
وكما قال الشاعر:
كم فى نعمة فى طى نقمة خفيت... حتى تبين أن الشر فيه الرضا




تم نسخ الرابط