الأحد 20 يوليو 2025 الموافق 25 محرم 1447

مجرد رأي…أما آن لشهر الأحزان أن ينقضي؟

936
المستقبل اليوم

لم يجد النوم طريقه إلى عيني بعد أن فُجعنا بنبأ رحيل نجل المهندس إبراهيم مطاوع، رئيس شركة بترومنت، في هذه الليلة العصيبة. لم أجد ملاذًا سوى قلمي، ألجأ إليه لأُسطر بعضًا من الكلمات في هول هذه الفاجعة، هذه الفاجعة التي أسكتت الرجل الى حد فقد معه الإحساس بمن رحل وكأنه لم يرحل ، وهكذا فقد الأبناء ، تسرق الصدمة الإحساس من صاحب المصيبة لأيام ، ثم تعود بشدة ، وإنها والله من عزم الأمور .

لم تبرد بعد أحزان الأستاذ حمدي عبد العزيز، في وفاة نجله محمد ، ولا خمدت نيران اللوعة على المتوفين والمفقودين في حادث البارجة البترولية، جميعهم من أبناء هذا القطاع، وآباؤهم إخوة وزملاء لنا وعشرة جمعتنا بهم السنين .لم تعد تمر أيام إلا ونُفجع بأعزاء، يتجدد في كل مرة الحزن، وتتعمق اللوعة، لأن من نفقدهم هم فلذات الأكباد وثمار العمر.

إنها فواجع ووقائع مؤلمة، وهي اختبار قاسٍ وكبير وعظيم من رب العزة، حين يستعيد منك أعز ما تملك… اختبار لا يقدر عليه إلا مؤمن صادق الإيمان ثابت الجأش، يعلم يقينًا أن ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وأن ما كُتب عليه قد سُطّر قبل أن يُولد هذا الفتى أو تلك الفتاة.

ولكل من رحل أبنائهم: عليكم أن نؤمنوا بذلك في هذه اللحظات الكاشفة، التي تعيدنا إلى أصل اليقين وهي : أن الحياة لحظات، واختبارات، وأن ما كتبه الله لك من رزق وما قدّره عليك من نوازل، لا بد وأن يُدركك.

ربما يظن البعض أن هذه كلمات تصدر من قلب بارد لا تكتوي روحه بنار هذا المصاب الجلل، ولكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا…هذه الكلمات من قلب مكلوم، عاد إلى الله، يستشعر الخوف منه، والرهبة من أقداره، ويعلم أن لا كاشف لها إلا هو.

وفى النهاية ، خالص عزائنا ومواساتنا للمهندس إبراهيم مطاوع في هذا المصاب الأليم. ونذكره بأن يحتسب ويسترجع، فله في ذلك شأن كبير وأجر لو يعلم عظيم ،،والسلام.

#سقراط

 




تم نسخ الرابط