وتبقى حركة مديري العمليات غائبة "تقرير"

في الوقت الذي ظهرت فيه حركة تعيينات مديري الشؤون المالية والمهمات والعقود مؤخرًا، ضمن سلسلة من التحركات التي شملت قطاعات الشؤون الإدارية، والأمن، والأمن الصناعي، والاستكشاف، تظل حركة مديري عموم العمليات غائبة عن المشهد لأسباب غير معلومة حتى الآن.

والملاحظة الأبرز في الحركة الأخيرة، أن كوادر شركة “بتروبل” قد حظيت بالنصيب الأكبر من الترشيحات، وهو ما يعكس مكانة الشركة الريادية المعروفة في إعداد وتفريخ القيادات داخل قطاع البترول. فبتروبل تُعد مدرسة فنية متكاملة، عاصرت العديد من عظماء هذا القطاع، ولا تزال تتصدر الشركات من حيث الإنتاج والإمكانات الفنية والتنظيمية.

وبناءً على هذا التميز، فإنه لا ينبغي أن يكون هناك صعوبة في اختيار كوادر من “بتروبل” لقيادة المناصب الشاغرة في إدارات العمليات بالشركات الأخرى، خاصة في ظل الحاجة الماسة إلى قيادات ميدانية حازمة وذات خبرة فنية متراكمة، تعمل على فرض الانضباط في الحقول، وتطوير برامج الحفر، وخفض تكاليف العمليات التي ارتفعت بشكل غير مبرر نتيجة نقص الخبرات بعد موجات الهجرة الجماعية للعناصر الفنية إلى الخارج.

كما لوحظ أن الحركة شملت عددًا محدودًا للغاية من التعيينات في إدارات المهمات والعقود، رغم أهمية هذا المنصب الحساس الذي يتطلب تدويرًا دوريًا لضمان أعلى درجات الشفافية. ومن هنا، كان من المنتظر أن تتضمن الحركة الأخيرة نطاقًا أوسع من التغييرات في هذا المجال الحيوي.

وعلى الرغم من ذلك، فإننا نتمنى التوفيق لجميع من شملتهم الحركة في مواقعهم الجديدة، مع التأكيد على أن تلك المناصب تنطوي على مسؤوليات كبيرة تتعلق بالجوانب المالية والتعاقدية داخل الشركات، ما يفرض على شاغليها أن يكونوا على قدر الثقة، وأن يتحلوا برؤية متفتحة وواعية لمتطلبات العمل. كما ينبغي الحذر من الوقوع في فخ الروتين المبالغ فيه بدعوى فرض الانضباط، لأن نتائجه السلبية قد تفوق نتائج بعض الممارسات الأخرى التي يعرفها الجميع.

ونأمل في أن يتم الإعلان عن حركة مديري العمليات في أقرب وقت، لتكتمل منظومة التطوير الإداري التي يتطلع إليها القطاع.

المستقبل البترولي