الثلاثاء 09 سبتمبر 2025 الموافق 17 ربيع الأول 1447

مجرد رأي…شخصيات وشركات ترانزيت الجميع ينتظر الحركة

1939
المستقبل اليوم

الترانزيت هو محطة لرحلة لم تكتمل، جميعنا مر بها، وخاصة أولئك الذين يخوضون أسفارًا طويلة، هي محطة يسودها الغربة والقلق وكثير من الإرهاق، وهي بالضبط نفس حال وشعور العديد من الشخصيات في حياتنا العملية، وكذلك شركاتنا التي ينتظر الكثير منها انتهاء حالة الترانزيت لتغادر إلى حيث أرض ونشاط أوسع.

وهناك من يجلس في الترانزيت مدة طويلة لدرجة أنه فقد الأمل أو نسي أن رحلته لم تكتمل حتى الآن، وارتضى بأن يكون في محطة الانتظار طوال عمره الوظيفي. وهناك من صمّم محطة ترانزيت خاصة به، لأنه يعلم تمامًا إلى أين سيتجه. وما بين هذا وذاك فرق شاسع.

وهناك شركات كبرى تجلس أيضًا في الترانزيت، تنتظر قائدًا جديدًا يستطيع الإقلاع بها من جديد بعد أن هبطت إلى وادٍ من الخمول والإجهاد وفقدان الحماس، ذلك الحماس الذي هو وقود أي حركة. ويمكن أن نعدّد تلك الشركات بكل بساطة، والجميع يعرفها عن قرب، غير أن تكرار ذكرها نوع من العبث، ويبدو أن الحذر والابتعاد عن المواجهة هو دائمًا سيد الموقف.

وهناك شركات تعيش ترانزيت من نوع خاص، ترانزيت مريح وواسع، مليء بالإمكانيات، لكنه لا يرضي القابع فيه لأنه يأمل في أرض الأحلام حيث النفوذ والسلطة والاقتراب من دوائر صنع القرار.

وحالة الترانزيت انتقلت أيضًا إلى كثير من المشروعات والخطط، فكل ما هو على الورق وفي المذكرات مجرد محطة ترانزيت راكدة لم يظهر فيها الطريق إلى أرض الواقع، وتبدو مماثلة لمذياع المطار الذي يظل يطلق الوعود للمسافرين بقرب التحرك، لكن لا شيء في الأفق.

أما تقاطع الواقع مع الترانزيت فهو أمر آخر: فمن خطط لسفر هادئ وأرض جديدة ربما لا يصل إليها. ومن ارتضى وفقد الأمل، قد تدركه الأيام فجأة بقرار التحرك، أما مشاريع الترانزيت، فلها من يقف على حالها ويقرر إن كانت بالفعل جاهزة للحركة، أم أنها لا تملك تذكرة سفر من الأساس، فتصبح مجرد أوهام.

القطاع يعيش اليوم حالة ترانزيت عامة، الكل يترقب وجهته، ويتمنى أن يدركه المذياع بخبر التحرك والمضي إلى نهاية الرحلة. وعليكم جميعًا أن تراجعوا ما في أيديكم من أوراق لتعرفوا: هل أنتم مؤهلون لمغادرة الترانزيت، أم ستظلون جاثمين فيه إلى إشعار آخر؟ والسلام،،

#سقراط




تم نسخ الرابط